الضبط الاجتماعي هو مجموعة من القواعد والضوابط والتشريعات التي مصدرها الأديان والقوانين والاعراف التي تضبط وتوجه السلوك الفردي والاجتماعي ، ومن أهم مصادره الدين والمذاهب الوضعية ( الاديان الغير سماوية) و القانون والعرف .
ورغم تنوع عمليات الضبط الاجتماعي سواء كانت داخلية بضبط الفرد لنفسه ، أو اجتماعية من خلال الوحدات الاجتماعية كالعائلة والقبيلة ، أو مؤسساتية مخطط لها عن طريق مؤسسات الدولة ، إلى أنها تهدف في مجملها إلى تعليم الأفراد الامتثال للقوانين والعادات التي يقرها المجتمع ، وضبط الأفراد الجانحين عن المسار الاجتماعي ، ومثيري القلق أو ذوي السلوك الإجرامي لحماية المجتمع من سلوكياتهم التي تزعزع استقراره ، وتتضمن صيغ مختلفة للعقاب أو النبذ الاجتماعي .
وتشكل مكونات البناء الاجتماعي السابقة أدوات فاعلة في مسيرة الحياة الاجتماعية ، فلايوجد مجتمع إنساني خالٍ منالانحرافات رغم كل محاولات التحكم بالسلوكالإنساني ، إلا أنه يبقى التقاطع قائماً بين الجانب النفسي وبين المظهر الاجتماعي للسلوك المنحرف ، ولايستطيع أي مجتمع مهما بلغ من ضبط التحكم التام بهذا السلوك ، لكن يمكن ضبط هامش التجاوزات بشكل نسبي يتناسب مع الكثير من العوامل والمتغيرات النفسية والاجتماعية المتداخلة .
وتأتي أهمية الضبط الاجتماعي من كونه يحقق للمجتمعات التوازن والإسقرار فهو ينظم العلاقات بين الافراد والمعاملات فيما بينهم ، كما يعد وسيلة مثلى لتطبيق الانظمة والتخلص من الفوضى ، فيساعد القوانين والانظمة في تطبيق الرقابة وفرضها على المجتمعات ، ويسهم في فرض السيطرة أيضاً على تصرفات وسلوكيات الافراد في المجتمع من خلال التنشئة الاجتماعية ، وهي العملية التي تطبخ الانسان منذ مراحل الطفولة المبكرة ، وتعده للحياة الاجتماعية المقبلة التي سيتعامل فيها مع الاخرين من غير اسرته ، فالتنشئة الاجتماعية تعلم الطفل قيم المجتمع ومعاييره الاساسية التي سيشارك فيها غيره حينما ينضج ، وأثبتت الدراسات أن الطفل يتأثر بالوراثة من والديه التي لا تنتهي بالمولد ، وانما بالتقليد والمحاكاة التي يبدأ فيها بناء شخصيته ورسم هويته .
ويركز الضبط الاجتماعي على معاقبة مخالفي القوانين والضوابط الاجتماعية ، وسد الثغرات المؤدية للفوضى والانفلات بما يطبقه بحقهم من عقوبات، فيسيطر على الامور المتنازع عليها في المجتمعات ويحقق العدالة بينهم ، ويقوم الانحرافات الاجتماعية ، ويعتبر العرف والعادات والتقاليد وعملية التنشئة الاجتماعية والقانون وسائل الضبط الاجتماعي الرئيسية التي يعتمد عليها ، لذلك لابد من تمحيصها وتطويرها وتحديثها لتتواكب مع متغيرات المجتمع وأهدافه .
التعليقات
كلام موزون
الله يوفقك
الطرح جيد وموضوع مهم للتعليم
وش دهل الأديان سماويه وغير سماويه .اليابان بوذيين مدري وش دينهم وماشين زي الألف .
وين تعليقي
ماشلله المقال منتشر في كل قروبات المدرسة ، كفو كفيت ووفيت
أرحب يامدير مدرستنا ، ع راسي كلكم يا احلى مدرسة
مقال جميل جدا الضبط الاجتماعي يغفل أهميته كثير وبذات في مجال التعليم
الي يخاف الله مايبي ضبط ، يضبط عمره بعمره بهداية الله .
في نظري أن أهم الضوابط ألتي فرضها المشرع هو القرآن الكريم وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم فقط ، نعم أنا اتفق كل دولة لها أنظمتها وقوانينها فكل إنسان لكي يحصل على درجة الأمن المطلوبة لازم يكون عنده علم وإدراك واعي عن وضع تلك البلاد وقوانينها لكي لايتورط بورطة ويندم على ارتكابها .
الضبط الاجتماعي أوسع من قوانين وشرط ومحاكم ، تتدخل فيه الأسرة في تربية أبنائها ، وكذلك ضمير الفرد الذي يشكل ضابط داخلي .
الدين مصدر سماوي وضع الخطوط الرئيسة للحياة على الأرض ، وترك الإنسان حرية وضع التفاصيل .
لابد لمجتمعاتنا العناية بمثل هذه الموضوعات الهامة .
ياكثر الإعلانات في الصحيفة
ياليت تخففوا منها
صدى صحيفة مميزة بس كثر الدعايات تشوش القارئ
الضبط الاجتماعي يعني القوانين ؟
مقال جميل ، وموضوع هام
نسأل الله لك التوفيق
استمر
اترك تعليقاً