في المسلسل الرائع The hunting of hill house يقول ستيف ” إني لا أؤمن بمقولة الظواهر الخارقة وإنما هناك ظاهرة علمية فُسرت وأخرى لم تُفسر فالناس قديماً كان يرتعدون خوفاً من الخسوف ويظنونه عقوبة عليهم وزال ذلك الخوف حين عرفوا سببه “.

وبالمناسبة هذا ما استغله كريستوف كولمبوس مع سكان الكاريبي حين امتعنوا عن مساعدته في رحلته فهددهم بأن الٱلهة ستغصب عليهم وتمنع عنهم ضوء القمر لأنه وطاقمه كانوا يعلمون بحساباتهم أن القمر سيخسف تلك الليلة وحين رأى أهل الكاريبي الخسوف بأعينهم خافوا وساعدوه بشرط أن يمنع عنهم غضب الآله؟!!

وهنا تدرك أن الجهل والاتكال على الخرافات والخوف منها أكبر عدو ممكن أن يؤخر تطورك وتقدمك العلمي فلم ينتصر كولمبوس على سكان الكاريبي إلا لعلمه أمام جهلهم.

وقس على ذلك حال الحضارات بين الأمم والشعوب فالحضارة لا تموت وإنما تنتقل من أمة لأخرى فقديماً كانت الحضارة بين الفرس والروم؛ وكان العرب حينئذ مشغولين في صراعاتهم وضياعهم فلما ارتقى بهم الإسلام وصاروا أمة اقرأ وأصحاب علم فتحوا مدائن كسرى ومدن قيصر وصاروا هم أرباب الحضارة وصنّاعها واستمروا في تقدمهم العلمي والحضاري قروناً طويلاً .

بل تصور كيف كانت أوروبا تعيش في عصور ظلامها في حين كان المسلمون في عز حضارتهم ومجدهم وخذ مثلاً قصة هارون الرشيد مع شارلمان ملك فرنسا حين أرسل له هدية ليظهر له فيها حضارة المسلمين؛ وكانت عبارة عن ساعة مائية ضخمة وفي تمام كل ساعة يسقط منها عدد من الكرات المعدنية بعدد الساعات لكن علماء فرنسا آنذاك اعتقدوا أن مسحورة أو بها شيطاناً فقاموا بكسرها!!

ورغم ما مر بالمسلمين بعد ذلك من سقوط بغداد وغرق الكتب ومن ثم سقوط الاندلس وما حل عليهم من نكبة محاكم التفتش وحرق كتبهم إلا أن المسلمين مع كل ذلك كان فيهم رمق للعلم والحضارة؛ حتى جاء ذلك الذي اخترعت فيه الطابعة عام 1447م على يد غونتبرغ فحرمت الدولة العثمانية آنذاك استخدام الطابعة خوفاً من تحريف الكتب وانتشار الكتب المحرمة وظل هذا المنع قرابة ٢٠٠ عام زادت فيه فجوة الحضارة بين المسلمين وغيرهم فأصبحت الحضارة بيد الغرب بعد أن كان المسلمون هم أربابها؟!