عندما يخرج متحدث شركة الخطوط السعودية ليقول إن الأحوال الجوية كانت السبب في تأخير وإلغاء الرحلات وتكدس المسافرين في المطارات لليوم السادس على التوالي..فإنه في الحقيقة يسخر من عقولنا..لأن بقية الخطوط الجوية السعودية منها والأجنبية منتظمة في رحلاتها إلى نفس الوجهات..وتطير طائراتها من(جنب صفحه)هو ومديره العام.

وعندما يتحجج بأن طائراته(خربت)جميعها هكذا دفعة واحدة..فإنه يسخر منا أيضاً..وحتى لو(مشَّيناها)فإن هذا يعني فشل إدارته التي أهملت صيانة الطائرات وأوصلت الشركة إلى هذه الأزمة.

أما أسوأ تبرير فهو قوله:إن التأخير من ضمن صناعة الطيران..ويا للعجب..كيف أصبح التأخير الذي تخشى منه وتتحاشاه جميع شركات الطيران المحترمة يصنع صناعة عند خطوطنا الموقرة.

إن المسؤولية تعني الاعتراف بالمشكلة..وإخبار الناس بذلك..حتى لا يضيعوا وقتهم..ويبحثوا عن بدائل وحلول أخرى.

إن هذه الشركة التي تحظى بالدعم من قبل الدولة يجب أن تحترم مواطني هذه الدولة..وتحترم التزاماتهم واحتياجاتهم ومواعيدهم..فكم من مسافر ضاع عليه موعد مستشفى أو اجتماع أو دورة أو دراسة أو مؤتمر أو لقاء..وكم من مسافر خسر حجوزاته على طيران آخر مرتبط برحلة السعودية..وكم من مسافر(تلخبط)جدوله ومواعيده واضطر لإلغاء فكرة السفر وعاد إلى منزله أو قريته أو اضطر للسكن في الشقق والفنادق..أو بقي مهملاً معطلاً في المطارات يفترش الأرض.

إن السفر يا خطوطنا العزيزة ليس للسياحة ولا للترفيه فقط..وحتى إن كان كذلك..فأنتم لا تتفضلون على الناس بتقديم خدماتكم مجاناً..بل هي خدمات مدفوعة الثمن.

إن كانت لديكم مشكلة إدارية أو لوجستية أو كان هناك إضراب من موظفيكم أو طياريكم أو الفنيين أو الخدمات الأرضية فاخرجوا وأعلنوا ذلك..ولا تبرروا هذا التقصير وهذا الفشل بمببرات واهية ومضحكة.

أتمنى من الأعماق أن تلتفت الدولة لهذه الشركة التفاتة تغربلها من ساسها حتى رأسها..وأن يتم فتح كافة ملفاتها..وأن تتم محاسبة كل من يثبت تقصيره أو فساده..وأن تفتح الدولة المجال لشركات الطيران الدولية في سوق النقل السعودي وأن نتخلى عن مقولة(الناقل الوطني)فالشركة التي لا تحترم المواطنين لا ينبغي أن تمنح هذا الشرف.

كم أفسدتم من فرحة..كم عمقتم من ألم..كم ألغيتم من صفقة..كم كدرتم من نفوس..ثم لم تعتذروا..بل سخرتم من عملائكم..وبررتم بتبريرات طفولية.