قنوات ومصادر إخبارية تسابقت في نشر ترتيب الدول العربية في ما يسمى بحرية الصحافة، تروج على شكل رسائل كأنها تريد الخير-وباطنها الشر- وتحاول استعطاف وإثارة الرأي العام العربي في حملة ممنهجة ومحكمة تستدرج السذج والمبهورين بثقافة الانفتاح والتنوير -وهنا أقصد الضحايا- وكل ما هو غربي المنشأ! وما هذا السباق إلا لغاية التأثير على المواطن العربي وإيصاله رسالة مفادها أن البيئة التي يعيشها غير آمنة وأن دولته لا تطبق مفهوم أو القيم الديموقراطية التي دائما ما يتغنى بها متبني التيار العلماني والليبرالي وبعض الذين يرون أنفسهم بالمثقفين.
فها هو المدعو فيصل القاسم غرد بتغريدة يصف القيادات العسكرية في ليبيا والجزائر والسودان (بالنفايات العسكرية)! مع أن الواقع يقول العكس حيث أن حكومة مصدر رزقه جعلت من قطر مكب لنفايات التيارات الإرهابية والإخونجية وكلاب صيد الليبرالية وكلاهما سيان من حيث المبدأ ، ولو كان به الشجاعة لتحدث عن دور نظام الحمدين في تعزيز الإرهاب بالمال والسلاح واللسان والإعلام لكن مُحال ذلك! فهكذا هم المرتزقة يحاولون التفرقة باسم حقوق الإنسان وحرية الرأي والصحافة والهدف هو المواطن ودولته، وإن أصيب بمقتل أو أحس بالخطر سيهرب إلى جنسية بلده كما صرح هذا المرتزق بنفسه بإحدى مرئياته! ،فلو أدرك المواطن في منطقتنا العربية بما ستؤول إليه الأمور إن أُتيح للناس حرية الرأي بالشكل المطلق دون ضوابط ومعايير تتناسب مع طبيعة مجتمعاتنا لضحك كثيراً وبكي أخيراً !
فطرح الرأي في قضية ما يكون من الشخص المناسب الذي يراعي مصلحة الوطن المرتبطة أساساً بمصلحة المواطن بأسلوب موضوعي بعيد عن الطعن والتقليل والشخصنة، والتعبير يكون متوافقاً أخلاقيا وشرعيا مع أهمية الطرح لا لمجرد التعبير على شكل سب و التعرض للرموز الوطنية والدينية صراحة كانت أم عن طريق الهمز واللمز مما قد يسبب الجدل من ثم يستغل الطرح لتمرير أجندة معادية تخلق حالة من الفوضى و عدم الاستقرار وزعزعة المنظومة الأمنية للدولة وبالتالي نندم عما سلف من هذا الطرح الذي قد يؤدي إلى تغذية التطرف الفكري والتشبث بالرأي والانتصار تحت ذريعة “حرية الرأي” والقيم الديموقراطية!
مهما أعجبنا من تطور النظام الغربي في دولهم فنحن نحتاج إلى علمهم لا إلى قيمهم، ودولنا ترتبط قيمها بقيم شريعتها الإسلامية وعاداتها العربية، بالطبع يوجد تقصير ويوجد فساد وتوجد أخطاء فنحن لا نعيش في المدينة الفاضلة لكن الأسلوب الغربي في تطبيق مفهوم حرية الرأي والصحافة بالتعرض للمؤسسات العسكرية والرموز الملكية والدينية لا يناسبنا، فهم لم يفلحوا في ذلك بل أن هذا الأسلوب غذى التطرف الديني واليساري لديهم مما أدى إلى انقسام مجتمعاتهم بشكل واضح للعلن وأضف إلى تعرض رموزهم الملكية للتجريح وتتبع خصوصياتهم فترتب عن ذلك اهتزاز الثقة وقلة الهيبة لدى مواطنيهم.
نعم للنقد البناء من أهل المشورة والرأي السديد دون إساءة وتجريح وتشهير في هيبة الدولة ومؤسساتها ، ودولنا الخليجية ترجو الخير أن يعم أرجاء الوطن العربي والإسلامي وتريد التنمية الحقيقية التي ترجع لنا هيبتنا لا خيبتنا، وأخيرا مقام الدولة من مقام مواطنيها إن تعرضت للخلل اختلت المنظومة واستشرى الفساد والتاريخ مليء بالشواهد ولا عليكم من الأبواق المأجورة.