لم يعد الحديث عن القضايا الاقتصادية مقتصر على النخبة من المهتمين كما هو سابقاّ بل أصبح حديث كل منزل وحديث الكبير والصغير فما نراه من منجزات اقتصادية جعلت قلوب الجميع تمتلئ بالآمال والأحلام لحاضرنا ومستقبلنا وأبنائنا.

ولكن لكل إنجاز تبعاته وقد تأخرت بالإشارة إلى الموضوع رغم أهميته لي وللجميع لمعرفتي التامة بالجوانب الايجابية له ولكن استمرار التذمر من قلة قليلة فيما يتعلق برسوم المرافقين الغير مبرر والتي وضعت مؤخرا عند تجديد الإقامة وما استغربه أنهم مقيمين في المملكة منذ أكثر من 20 أو 30 عاماّ أو من مواليد المملكة وهم أكثر من يعرف تاريخ البلد المعطاء وطبيعة أهله الخلوقة الجميلة.

فوجهة نظري مع احترامي للجميع والتي تمثلني شخصيا من واقع حبي ومعيشتي وإقامتي وخبراتي المتواضعة، فإن المملكة شهدت منذ عام 1977م إلى عام 1991م طفرة اقتصادية كبيرة نتذكرها جميعاّ، كان فيها متوسط دخل أصحاب المهن الدنيا من غير السعوديين يتجاوز الـ 2000 ريال شهريا، بينما يحصل أصحاب المهن المتوسطة من غير السعوديين على دخل يصل إلى أكثر من 11 ألف ريال، ولا ننسى أصحاب المهن العليا من غير السعوديين الذي يصل دخلهم إلى 40 ألف ريال بكل سهولة، دون أن نغفل حدوث طفرات أخرى مماثلة من عام 1998م إلى 2005م، وأيضا من عام 2007 م الى2012م.

ومع انطلاق رؤية الخير “رؤية المملكة 2030” والذي وضع خطوطها العريضة ورؤيتها سمو سيدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان حفظه الله نعيش وسنعيش طفرة غير مسبوقة ولا مثيل لها والمشاريع الضخمة التي نراها خير دليل عل ذلك.

ما أود الإشارة إليه أنه خلال هذه الـ 40 عاما لم يكن هناك رسوم على المرافقين عند تجديد الإقامة كما أن المدارس الحكومية تستقبل الغير سعوديين بشكل مجاني وفرضت أن يقوم كل كفيل سعودي بعمل تأمين طبي على جميع العاملين لديه مع مرافقيهم.

دعوني أفكر بصوت مرتفع؛ المكتسبات التي حققها غير السعودي خلال تلك الطفرات ألم يشتري بها بيوت ويؤسس بها استثمارات في بلده، المملكة لم تضع أي ضريبة أو سقف محدد لتحويلاتهم.

لماذا عندما وضعت رسوم على المرافقين بدأنا نرى تحويلات خارج المملكة وتفكير بالهجرة وتذمر واستياء من قلة لا تذكر خاصة وان الأغلبية يتبع الأنظمة ويحترمها ويكن حب لا متناهي لهذا البلد المعطاء؟؟ أليس من الأولى أن يكون رد الجميل بالاستثمار بهذا البلد الذي جمعوا منه أموالهم أو على الأقل تدريب شبابهم الذين هم أولى بالعمل في وطنهم؟.
ودعونا لا ننسى أن هناك دول لا تسمح لغير المواطن بممارسة اغلب المهن الخاصة بمواطنيها وهناك دولة تمنع على جنسية معينة أكثر من ٧٧ مهنه على سبيل المثال الولايات المتحدة الأمريكية لا تسمح بتوظيف أي شخص غير أمريكي إلا بعد أن يثبت صاحب العمل أن ليس هناك أمريكي يستطيع العمل بهذه المهنة.
ليس هكذا تورد الإبل ..

أتمنى أن يعلم الجميع أنني فلسطيني الجنسية ولست سعودياً حتى لا يظن أحد أنني عنصري ولكن إن كان تفضيل الغير سعودي على السعودي هو مبدأ الفئة القليلة التي تتذمر من السعودة ومن رسوم المرافقين هنا أقول فعلا أنا أتحيز.. أتحيز لوطن ترعرعت فيه وعملت فيه حتى وصلت ولله الحمد لمستويات لم أكن لأصلها لو كنت في بلد آخر.. تفكروا واعلموا أن رد الجميل من العرفان والعرفان جوهر كل فن رائع وعظيم..
(فأما بنعمة ربك فحدث)