قالت لي وقلبها مليء بالحسرة: فعلت الكثير لأجلهم، أعطيت الكثير وبالنهاية هم أول من أذوني وأساءوا لي.

دائماً ما أمنح الخير لأُناس لا يستحقون العطاء «والخير فيهم ضايع». أشخاص هم أول من طعنوني وتبرؤوا مني.. أشخاص ناكرون للمعروف أضعتُ معهم وقتاً بلا فائدة!

كثير منا يفكر بهذه النظرة المحدودة، والقصيرة المدى، لا يعي حكمة الله في ذلك ، بينما يبقى المرء متحسراً، نادماً مقابل عطائه.

قد نردد هذه المقولة ” اعمل الخير وارميه … ”
لكن الصواب ؛ اعمل الخير وافتخر فيه؛ لأنه عند ربنا لن يضيع؛فالخير الذي فعلته لن يُرمى ، وله ثماره.

القدرة على السخاء مهما بلغت ملوحة التربة لا يقدر عليها أي كان.

فالعطاء كما البحر الواسع نغترف منه دائماً ابتغاء الأجر ودوام الثواب وحصد الثمار ‏﴿ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ﴾ سورة النجم (٤٠) .

إن ‏الساعي في أفعال الخير كمن أوقف نفسه لله، وسيجد ثمرة سعيه وبذله دنيا وآخرة.

” اعمل خيراً تلقه عند الله ” هذه هي القاعدة المثلى التي نجني من اتباعها النتائج المثمرة في الدنيا والأخرة .

و عامةً إن شعور الرحمة منبع داخلي يغدق دائما بالحب والطمأنينة، ومن إعجاز إحدى آيات القران ؛ أنها جمعت أنواع العبادات في قوله تعالى : ‏﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ سورة الحج ( ٧٧ ).

وقفة:
الإنسان عطاء وللخير أوجه، ورصيدك حصاد ثمار الحب والسعادة فلا تندم على خير ولا تستصغر معروف ‏فهو من البرُ الذي يشمل كل معاني الاحسان والفَضْل، والصدق، والصلاح، وهذا هو النهج الذي أمر الله المسلمين باتباعه والتعامل به مع غيرهم.