كما نعرف أن التوقع : هو التكهن بحصول أمور في المستقبل، الخبرة والمعرفة أحد دعائمها ،وإن كانت ليست من أركانها.

لن نتحدث عن التوقع من حيث المصطلح العلمي ،لكن سنتناول أثره على تعاملنا مع من حولنا .

أن نتوقع أمر معناه أن نتصرف بطريقة تجعلنا نختار هذا السلوك أو ذاك الشعور بناء على ما نتوقعه(نظنه) .

لا شك جميعنا يدفعه التوقع كـ أحد المحفزات في حياتنا اليومية .

الأشكالية تكمن حينما يكون هذا التوقع هو الأساس ،الذي من خلاله نبني عليه علاقتنا بالآخرين (أقارب ،أصدقاء،موظفين..الخ)
نتوقع من أحدهما أن يشعر بما نشعر به اتجاه ذلك الموقف ، ويتصرف كما(نتوقع منه) في تلك اللحظة.

لذا إن خاب (توقعنا) إنهالات عليه عواصف العتب وال(تشرهـ ) وأعطينا أنفسنا الحق أن نحمله ما لا يحتمل من متطلبات ليس لنا الحق بها .

العلاقات تبنى على التكامل لا التملك ، ولا شك أن ردات فعل الآخرين لا يمكن أن يكون لنا الحق بإمتلاكها بحجة أننا (نتوقع ) منهم كذا وكذا .

إن من الأشكاليات أيضا أنه يرتفع سقفه إلى
حد يحبط من حولنا ،إذ يصبح لديهم يقين
لن يستطيعوا أن يصلوا إلى المستوى الذي
نتوقعه منهم ،بسبب مانظهره لهم من خيبة أملنا بهم .
فيسبب ذلك :
*إنعدام ثقتهم بأنفسهم .
*توقفهم عن تطوير ذواتهم ورفع مستوى عطاءهم.
*عدم مبالاتهم بالانتقادات (الهادفة) لفقدان الرغبة في التغيير .
إن حل مشكلة (رفع سقف التوقعات) ليست بتركها تمامآ.
إن الموازنة بين هذا وذاك هو الحل الأنسب فيجب أن يكون هناك توقع (إيجابي ) يصل للأخرين فنحن نتوقع منهم الأبداع ،الأمانة ،الصدق ،الإنجاز ،الإتقان ،الإخلاص .
نحن نتوقع منهم كل مايمكنهم القيام به.
لكن لا نملي عليهم (توقعاتنا المسبقة ) قصدنا ذلك أو لم نقصد .
حتى نبني علاقات قوية ناجحة ،لابد من الإيمان أننا نتعامل مع بشر فيهم التقصير والضعف والعزيمة والصلابة .
فـلنبني وإياهم سقف التوقعات الملائم.