من المعلوم أن القراءة مفتاح العقل وهي الأمر الذي يُمَكِن الإنسان أن يتطور وأن يتغير نتيجة للمعلومات التي يتلقاها من مختلف أنواع الكتب ومختلف الموضوعات الجيدة ، ولكن هناك سؤال يتبادر على أذهان من يودون أن يكونوا قُراء ولكن لا رغبة لديهم في ذلك ، أو أنهم لا يعرفون طريقة البداية نتيجة لعدم وجود الدافع الفعلي للقراءة ..

في الواقع لدينا عدة أنواع للقراء فهناك مثلا القاريء الإيجابي و القاريء السلبي و الانتقائي ، فالقاريء الإيجابي هو من يتفاعل مع الكتاب و يندمج معه و يأخذ زاوية القبول وذلك بتوافق روحه مع الكتاب ، وحتى يكون الإنسان قارئاً إيجابياً عليه أن يقرأ في مجال محبب إلى قلبه و لديه احتياج معنوي ونفسي لأن يقرأ في هذا المجال فمثلا المهتمين بتطوير الذات وطرق النجاح سنجدهم في حالة القاريء الإيجابي الذي اندمج مع الكتاب و توافق معه لأنه يقرأ في مجال لديه حاجة إليه ، وأما القاريء السلبي فهذا النوع مخالف تماماً للنوع الأول وهو حتى ليس لديه أي قبول في أن يمسك بالكتاب ربما لأن حالته المزاجية ليست مناسبة أو لأن موضوع الكتاب ومايحتوي عليه ليس مهماً بالنسبة له ؛ ولذلك نوع الإهتمامات أثناء القراءة جداً مهم ، وأما القاريء الانتقائي فهو ما ينتقى من الكتاب حاجته كالعناوين أو التخصصات المعينه فهو يدور في حلقة واحده من الموضوعات الموجوده في الكتب من أجل أن يسد حاجته و كذلك تأتي القراءة الانتقائية على شكل اهتمامات في مصطلحات وكلمات معينه في الكتاب نفسه فمثلاً يقرأ من أجل أن يبحث في بعض المصطلحات ، وعموماً من أجل أن نقرأ علينا أن نعرف الدوافع للقراءة ؟
فـحين يعرف كل شخص المجال الذي يهتم به والذي يجد كل شخص نفسه داخله كالقصص و الروايات أو الكتب الدينيه و أنواع العلوم أو كتب الالغاز ، عندئذ سيكون باستطاعتنا أن نحدد حالتنا مع الكتب هل نحن في الحاله الاولى التي تجعلنا مقبلين على الكتاب بكل ما فينا أو نحن في الحالة الثانية التي تجعلنا في نفور مع الكتاب أياً كان عنوانه و محتواه ، أو في الحالة الثالثة التي تجعلنا نأخذ من الكتاب ما نحتاج فقط ..
وقد يكون القاريء في الثلاث حالات كلها مع الكتاب الواحد وهذا أمرُ طبيعي لأن الإهتمامات تتنوع و الحالة المزاجية والفكرية للإنسان لها منحنى آخر أثناء الرحله مع الكتاب .

ختاماً نحن أمة محمد ، يحتاج كل شخص منا أن يكون قارئاً وأن نعود سوياً لإنشاء علاقة صداقة مع الورق والكتب .