بدأت الحادثة عندما تلقيت صفعةً إلكترونية أو بالأحرى ملاحظة صوتية تفوق 17 دقيقة!! أي أطول من دقائق الانتظار بين الأذان والإقامة حيث كانت من شخص يتسم بالنكران والجحود، لم أقم بإكمال الخمس الدقائق الأولى من الملاحظة الصوتية لاحتوائها على على المتردية والنطيحة من المفردات كالسب والشتم والتجاوز في الأدب والذوق العام! تزامنا مع القصة قمت بكتابة عبارة ” زر البلوك أحد النعم الإلكترونية ” في حساباتي المرتبطة بمواقع التواصل الاجتماعي فما هي إلا لحظات حتى انهالت علي الردود كالسيل العرم، وكأن العبارة قد لامست قلوب الكثير من الناس .

إن التفاعل الاجتماعي له آثار إيجابية على صحتك النفسية والجسدية والسؤال هل يجب أن تستمر بجميع علاقاتك؟ هل كلها إيجابية وداعمة؟ أم يتخللها الناشبون عديموا الفائدة ؟ إن الحدود الشخصية في العلاقات الإنسانية والبشرية هي مجموعة من المبادئ والقواعد التي يضعها الشخص ليحدد الطريقة الملائمة والمريحة التي يتعامل بها مع الآخرين.. وكيف يتعامل الآخرين معه من خلالها، إن العلاقات تستمر بالتغاضي وتزداد بالتراضي وتمرض بالتدقيق وتموت بالتحقيق. كما أن لبناء العلاقات مهارات فاعلة، ولقطعها سبل عابرة، الله سبحانه وتعالى يقول “إِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ” وفي الحقيقة، قطع العلاقات مع بعض الناس وإخراجهم من حياتك مهارة مهمة من الجيد أن نكتسبها فهي تنخرط ضمن مسار التمهير المستمر لقطع كل علاقة تحوي الضرر ،وكما يقال إن كانت بداية العلاقة تحتاج إلى اتفاق فنهايتها تحتاج إلى أخلاق.

ما أريد أن أشير إليه أن سعادة “زر البلوك” المحترم لم تضعه البرامج الاجتماعية اليوم إلا لاستخدامه متى مادعت الحاجة إليه! دعني أبدي رأيي في متى نضع البلوك لشخص ما! والذي اعتبره صفعة تكنولوجية محترفة، باختصار وبدون الدخول في التفاصيل أي شخص يتعدى حدود الأدب أو يتنمر إلكترونيا، أسرع بوضع زر البلوك له حفاظا على وقتك وعينك وأذنك من القذى! جميل أن تصحبها بابتسامة صفراء أثناء الضغط على الزر! وهناك فرق كبير – لابد أن يعيه كل شخص – عند وضع الحدود في تفاعلاته.. وهو الفرق بين العفوية والعشوائية في التصرفات التي تحكم تعامله مع الآخرين. فالأولى لا تسمح للإنسان بالتعدي على حدود الاخرين، أما الثانية فهي فوضى تظهر في المعاملات وتبرر بها الانفعالات غير المحسوبة. وكما يقول الشاعر فواز اللعبون الذي عرف عنه استخدامه اللامحدود لزر البلوك أنه من آداب قطع العلاقة الضارة: ١. الحزم في القطع. ٢. قطع الكلام عنها تماماً بخير أو بشر. ٣. الاستعداد لبناء علاقة جديدة مستفيداً من عثرتك السابقة.

ختاما: إن أساس راحة البال والوصول إلى السلام الداخلي يبدأ من الإصلاح في العلاقة مع ربك وعلاقتك مع نفسك وعلاقتك مع الأخرين. وإنه هدف من أهدافي ولا زال ولتجعله أخي القارئ هدفا ساميا لك أيضا أن توارى جثتي في التراب لا أكره أحدا أو أن أكون سبب كره لشخص ما! أتمنى تحقيق ذلك الهدف وإن لم أستطع يكفيني شرف المحاولة! أيها القارئ الكريم حقيقة سنعلمها وندركها يوما ما أن “البلوك أحد النعم الإلكترونية”!