تغطي الجبال والتلال معظم المواقع الشمالية الغربية لمنطقة تبوك، مما يضفي عليها رونقا خاصا في كل الفصول، وهي مستودع الجمال بالمنطقة نسبة إلى مناخها ، الذي يزدان في فصل الشتاء بهطول الأمطار والثلوج ومنها جبال اللوز.

واكتست “جبال اللوز ” هذه الأيام حلة جديدة من الأزهار الطبيعية الملونة بعد أن بدأت الثلوج في الذوبان من على قممها مودعة فصل الشتاء إيذانًا بدخول فصل الربيع، فمن نبات الأفاني إلى زهرة الإقحوان يتنقل محبو الرحلات والطبيعة بين أكنافها مستمتعين بتلك المناظر الخلابة التي تستشرف للمكان ربيع مزدهر يسود السهول ويعتلي الجبال ويملأ الأرض بالعشب والكلأ.

وأوضح رئيس رابطة تبوك الخضراء طارق بن إبراهيم الحسين  أن الربيع في جبال اللوز يأتي متأخرًا عن بقية المناطق نظراً لإنخفاض درجة الحرارة و الموقع الجغرافي لها، حيث تم رصد عدد من النباتات الموسمية و عدد من الشجيرات و الأشجار ، مشيراً إلى أن رابطة تبوك الخضراء و إيماناً منها بأهمية وقيمة هذا الجبال بيئياً أنهت مرحلة الأعمال الحقلية الأولى في جبال اللوز وذلك ضمن برنامج إكثار الأشجار المهددة بالإندثار في هذه الجبال التي تعد بمثابة حديقة المملكة البرية التي تضمنت القيام بأربع رحلات خلال العام البيئي الجاري والماضي ، بهدف جمع البذور و الأغصان.

وقال : تأتي هذه الأعمال والرحلات المتخصصة للحفاظ على ثرواتها الحيوية ، ذات المردود البيئي و الإقتصادي و الغذائي و الطبي و العمل على تنميتها ولأجل ذلك سخّرت رابطة تبوك الخضراء الجهود المجتمعية والتطوعية ، حيث تمكنت حتى الآن من إنتاج شتلات أشجار الصفصاف الأبيض ( الغرب) والتين البري ( الحماط) بالزراعة التقليدية لما لتلك الأشجار من أهمية .

وأضاف : لقد بلغت الرابطة في هذا الشأن مراحل متقدمة من إنتاج اللوز البري بطريقة زراعة الأنسجة النباتية بالمختبر و هو في مراحله المتقدمة ، ومؤخراً تم زراعة الأنسجة النباتية لأشجار البطم ، وهي أحد أشجار البخوريات التي إذا تم تطعيهما تكون ( فستق حلبي ) ، وهو ماتشتهر بإنتاجه جبال اللوز دون غيرها من سلسلة الجبال في الجزيرة العربية.

وفيما يتعلق بزراعة الأنسجة النباتية لأشجار اللوزي البري ( المر ) الذي تتفرد به جبال اللوز أستطرد الحسين قائلا : تم نقل نباتات اللوز على بيئة زراعة انسجة تحتوي على منظمات نمو ( اوكسين وسايتوكينين ) داخل مختبر زراعة الأنسجة النباتية بقسم الإنتاج النباتي بكلية علوم الأغذية والزراعة في جامعة الملك سعود بالرياض, ولوحظ استجابة النباتات للاستطالة وبداية تكوين افرع أخرى وبدايات تكوين جذور مع تفاوت في ذلك, بعكس البذور التي لم تعطي أي استجابة حتى اليوم, ولصعوبة الإكثار ، تم طلب عينات أخرى لزيادة كمية التجارب حتى يتحقق الهدف المرجو من الإكثار وهو الحصول على بروتوكول اكثار نباتات اللوز المر بطريقة زراعة الأنسجة باذن الله.

وعن الأزهار التي أزدانت بها الجبال في فصل الربيع أشار رئيس رابطة تبوك الخضراء  إلى أنها تنوعت مابين زهور الأقحوان ونبات الأفاني وشقائق النعمان والبختري، إضافة إلى الخردل البري وبعض الأزهار العطرية المختلفة.

وتعد ” جبال اللوز ” واحدة من أهم الجبال الواقعة في شمال الجزيرة العربية على إرتفاع 2550متر ، وواحدة من أهم البيئات الحاضنة لأشجار اللوز ، وسميت الجبال بهذا الإسم نسبة لشجيرات اللوز التي تكثر في جنباتها الشاهقة التي تتربع الثلوج على قممها مع كل فصل شتاء ، ويقصدها السياح وهواة الرحلات قبيل تكوّن الثلج على قممها وأثناء وبعد ، وتبعد 200 كلم شمال غرب مدينة تبوك ، في واحدة من أجمل التضاريس والهضاب الجرانيتية في موقع حسمي الشهير .

وتحتفظ جبال اللوز إلى جانب ذلك كله ، بالعديد من المواقع الأثرية و النقوش الصخرية النبطية ، حيث تظهر بين الصخور الكبيرة والصخور المتوسطة وقد تمت مشاهدة بعض مجموعاتها ، مما يؤكد تعاقب الحضارات عليها بدءً من قديم الزمان وحتى وقتنا الحاضر.