مما لا شك فيه ولا يخفى على أحد ، أن المملكة العربية السعودية لها قدر كبير في قلب كل مسلم وعربي ، فما تكاد السعودية تُذكَر ، حتى تهفو النفوس إلى عهد النبوة والصحب الكرام ، فالمملكة العربية السعودية حاضنة الحرمين الشريفين ، ومليكها خادمهما ، وذلك شرف عظيم قد قدّره الله تعالى لهذا البلد الكريم

والسعودية ، وقد شَرُفتُ بالعيش فيها وبين أهلها ، تتميز بالأصالة .. والمعاصرة ، فأهل السعودية الكرام يحافظون على التقاليد العربية الأصيلة وتعاليم الإسلام الحنيف ، مثل ؛ الشهامة والنخوة والمروءة وكرم الضيافة ، ويضاف إلى ذلك الكلام الطيب الحلو ، مثل ؛ طال عمرك ، يا طيب ، تسلم ، حياك الله ، وغيرها ، وهم إلى جانب ذلك يأخذون بأسباب العلوم الحديثة والتقنيات المتطورة

والسعودية ، في هذه الأيام ، تتزين عاصمتها الرياض بثياب بهي جميل ، ألا وهو معرض الرياض الدولي للكتاب (1440 / 2019) ، وهو محفل ثقافي دولي كبير ومظهر حضاري رائع تتجمل به الرياض في كل عام ، فتصبح رياض الثقافة والمعرفة إلى جانب كونها المدينة الساحرة الزاهرة

وقد سعدت بزيارة المعرض هذا العام ، أكثر من مرة ، وشاركت في حفل توقيع كتابي الجديد ” مهارات التعامل مع الخلافات ” ، كما دُعيت إلى المشاركة في العديد من الفعاليات الثقافية والإجتماعية ، ورأيت رؤية المملكة (2030) تُشَيّد على أرض الواقع عاما بعد عام ، وذلك واضح جَليّ في معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام ، ويبدو للعيان مدى التنظيم الرائع والتطور التقني والإنفتاح الثقافي الذي تعيشه المملكة العربية السعودية ، حيث زاد عدد الناشرين المشاركين ، وتنوعت الدول المشاركة ، وأصبح المعرض سوقا ثقافيا باهرا ، يذكرنا بسوق عكاظ للشعر العربي

كما اهتمت وزارة الإعلام ووزارة الثقافة والجهات المعنية بتنظيم الفعاليات الثقافية المتنوعة واللقاءات العلمية وورش العمل وتنظيم منصات توقيع الكتب الجديدة وأماكن ترفيه الأطفال ، مما أدى إلى زيادة عدد رواد المعرض بشكل ملحوظ من جميع فئات المجتمع وأطيافه ، من المواطنين والمقيمين ، وأصبح المعرض مزارا لكل أفراد الأسرة ، الرجال والنساء والأطفال

وذلك يدل على حرص المملكة على نشر الثقافة بين ربوعها وأركانها ، ليس ذلك فحسب ، بل والإنفتاح على ثقافات الآخرين ، ومد جسور الثقافة مع الجميع ، من منطلق الإحترام المتبادل للثقافات المفيدة لعموم الناس

وأكثر ما لفت إنتباهي هو زيادة الوعي الثقافي بين أفراد الأسرة السعودية وحرصهم على اصطحاب أطفالهم إلى معرض الكتاب ، وما لاحظته من استمتاع الأطفال بوجودهم بين أركان المعرض ومشاركهتم في الفعاليات بحماس كبير وسعادة بالغة
كما لاحظت إهتماما ملحوظا بذوي الإحتياجات الخاصة وذوي الإعاقات ، وسعدت بلقاء أول سعودي أصم يحصل على درجة الماجستير ، وقد إحتفلنا به ، أنا ومجموعة من الأصدقاء السعوديين ، مما أدخل سرورا كبيرا على نفسه وجعله يشعر بحجم إنجازه ، وقدرته على قهر الإعاقة والتغلب عليها
كما لا ننسى دور رجال الأمن في تأمين المعرض والزائرين ، وتيسير حركة المركبات والناس ، وتنظيم الدخول والخروج بسلاسة وانسياب ، بما يضمن للزائرين الإستمتاع بالتجول داخل المعرض مع شعورك بالأمن والأمان

حفظ الله المملكة العربية السعودية ، واحة للأمن والأمان والعلم النافع