إنَّ الدعوة إلى الله تعالى في عصرنا هذا – لا سيما مع وجود وسائل التواصل الحديثة- قد أصبحت سهلة ميسرة على أي فرد يريد أنْ يتصدى لهذه المهمة العظيمة، والمنزلة الرفيعة، والمقام النبوي الجليل؛ فالدعوة إلى الله كانت مهمة الأنبياء ولازالت مهمة المصلحين على مر قرون الإنسان الطويلة وإلى أنْ يرث الله الأرض ومن عليها، بل إنَّ الداعي إلى الله تعالى من أحسن الناس منزلة وقولاً وعملاً؛ قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِين}.

لكن مما ينبغي التنبيه عليه: أنَّ من يمارس هذه المهمة الجليلة -وهي الدعوة إلى الله- لابد له أنْ يتصف بصفات ويتخلق بإخلاق دل عليها القرآن الكريم وبيّنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قولاً وعملاً خلال سيرته المطهرة، نذكر منها على سبيل التمثيل لا الحصر:
١/ ان يتحلى بالحكمة وان يتكلم بالكلام الحسن قال تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }
٢/ ان يكون لينا في خطابه قال تعالى :{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ… الاية} .

وفي الختام ينبغى للقائم بالدعوة ان يخلص لله في عمله وأن يجعل عمله خالصا له والله المعين والهادي إلى السبيل .