التوسع في إنشاء المستشفيات والمراكز الصحية المتخصصة ينم عن وجود زيادة سكانية وممارسات يومية خاطئة تقود بالفرد إلى الأمراض المزمنة ، تلك الحقيقة نتيجة طبيعية لغياب الوعي الصحي والطفرة الاقتصادية الأولى التي القت بضلالها على سلوك وعادات الأفراد اليومية 1969- 1980م ، لو نظرنا إلى خارطة توزيع المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة لوجدناها تتركز في مناطق وسط وغرب المملكة المترامية الأطراف التي تضخمت واصيبت بالترهل في اجزاء وتعاني من الجوع في أطرافِ أخرى ، مناطق الشمال والجنوب من أكثر المناطق تضرراً من غياب الخدمات الصحية وغيرها من الخدمات والمشاريع التنموية التطويرية هذا إذا غفلنا عن الطرق السريعة والداخلية الرديئة القاتلة ، توزيع المشاريع المختلفة يخضع لمعايير محددة لم تتغير لا نعلم عن ماهية تلك المعايير ومن وضعها ، هناك توزيعُ يمكن تسميته بأنه غير عادل توزيعُ تسبب في حدوث هجرةِ عكسية هجرة تسببت في الضغط على المدن الكبيرة وأحدثت خللاً في تركيبتها الساكنية ونمطها المعيشي والاقتصادي فالمدن الكبيرة تحولت لقرى وهِجر وهذا خلل حدى بالبعض لأن يُردد  المقولة المنسوبة للراحل الكبير غازي القصيبي “لا تجعلوا المدن قرى بل أجعلوا القرى مُدناً ” ، لنأخذ الحقيقة من مصادرها فما نسبته 66 % من سكان المملكة  يتركزون في الرياض ومكة والشرقية وذلك حسب مشروع دراسة “دور التنمية المتوازنة في تشجيع الهجرة العكسية وتحقيق التنمية المستدامة والشاملة في مناطق المملكة ” لدينا رؤية وطنية 2030 ولدينا برنامج جودة الحياة 2020 المنبثق عن الرؤية ذلك البرنامج يهدف إلى تحسين الحياة بالوطن المترامي الأطراف ولعل افضل طريقة لتحقيق الجودة على أرض الواقع تحسين الظروف الصحية والتعليمية والمعيشية للمواطنين بمعنى مكافحة الفقر والجريمة والجهل والأمية وانتشال الطبقة الفقيرة والمتوسطة وتوفير العلاج لمن يحتاجه من دون وعثاء السفر ،هذه هي جودة الحياة أو بالأحرى النقاط الرئيسية إذا آردنا جودة للحياة ،المناطق الجنوبية والتي تشمل مناطق الباحة وعسير ونجران وجيزان بمحافظاتها المتباعدة تعاني من تردي في الخدمات الصحية ونقص شديد في خدماتِ أخرى على الرغم من المقومات البشرية والسياحية والزراعية التي تتميز بها تلك المناطق ، صحة المجتمع الجنوبي في خطر و من يقول غير ذلك فالينظر إلى اعداد المهاجرين الهاربين منها فالرحلات الجوية مزدحمة والعبارة المتداولة لا يوجد لدينا سريرُ شاغر  .