أكد معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، أن زيارة معالي وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف للمملكة العربية السعودية، تأتي في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين الصديقين، وتشكل فرصة للتشاور حول العلاقات الثنائية التي لاقت نمواً متميزاً خلال الأربع سنوات الماضية في عدة مجالات.

وأوضح معاليه في مؤتمر صحفي مشترك عقده أمس مع نظيره الروسي في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، أن قيادتي البلدين تشعر بالارتياح لتطور العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن هناك حرص من قيادتي البلدين على الاستمرار في العمل على تعزيز هذه العلاقات وتكثيفها في المجالات كافة، مقدراً معاليه دور روسيا في المنطقة والعالم.

وبين أنه جرى خلال الاجتماع بحث التحديات في المنطقة سواءً القضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا والأوضاع في اليمن وكيفية تعزيز التعاون في مواجهة التطرف والإرهاب، واحلال الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى بحث موضوع التعليم من حيث تبادل الطلبة.

من جهته أكد معالي وزير الخارجية الروسي، أن التعاون التجاري والاستثماري بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية في تزايد، وهناك رغبة لتسريع وتيرته، مبيناً أنه جرى خلال اجتماعه بمعالي الوزير عادل الحبير مناقشة عدد من الخطوات في هذا الاتجاه بما ذلك التحضير لاجتماع اللجنة المشتركة للتعاون التجاري الاقتصادي والعلمي التقني الذي سيجرى قريباً في موسكو.

وقال: إنه جرى أيضاً الاتفاق على تنسيق الخطوات في سوق النفط بما في ذلك إطار أوبك الذي يعمل إلى حدٍ بعيد بفضل نشاطات روسيا والمملكة العربية السعودية، إلى جانب مناقشة الخطوات التي تتخذ حول الاتفاق على مشاريع جديدة في مجالات عدة منها الطاقة والطاقة الذرية والصناعة والزراعة والبنى التحتية والنقل والمواصلات.

وأكد اهتمام بلاده بالتبادل الثقافي والعلاقات الثقافية، وزيادة التعاون في مجال التربية والتعليم، مقدماً شكره للمملكة العربية السعودية على اهتمامها بالحجاج الروس من خلال زيادة عدد الحجاج إلى 22 ألف و 500 حاج.

وأفاد معاليه أنه جرى خلال الاجتماع الاتفاق على أن تشارك المملكة العربية السعودية بفعالية في نشاط مجموعة الرؤية الاستراتيجية لروسيا والعالم الإسلامي، كما جرى التطرق إلى الأمور الإقليمية لاسيما في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في سياق المهام ذات الأولوية وهي مكافحة الإرهاب ودحر الفكر المتطرف، بالإضافة إلى ذلك تم تناول مسار التسوية الإسرائيلية الفلسطينية الذي لا يمكن تجاوزه إلا بناءً على الوثائق والمبادئ للتسوية السلمية وفق ما أقرته منظمة الأمم المتحدة.

وأجاب معالي الوزير الجبير على سؤال حول إعادة فتح السفارة في دمشق، بأنه لا تغيير في موقف المملكة فيما يتعلق بفتح السفارة في دمشق، وأن إعادة سوريا للجامعة العربية مرهون بالتقدم في العملية السياسية لإنهاء الحرب، وأن من السابق لأوانه إعادة سوريا لعضوية الجامعة العربية، مؤكداً حرص المملكة على إنجاح العملية السياسية في سوريا.

وحول صفقة الأسلحة مع كندا ومصيرها مع قطع العلاقات، قال معاليه:” نسمع تصريحات من مسؤولين كنديين من وقت لآخر بمن فيهم رئيس الوزراء الكندي، بأنه ستتم إعادة النظر في هذه الصفقة، وكندا قد تحاول أن تجد مخرجا لإنهاء هذه الصفقة، لكن الواقع أننا نرى الحكومة الكندية مستمرة وبشكل قوي في هذه الصفقة، ما يدل على أن هذه التصريحات للاستهلاك المحلي وليست جديه “.

وعن البرنامج السعودي لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية بين الوزير الروسي أن هناك مقايضات لبناء محطات نووية من الجانب الروسي ممثلًا بشركة روسية تشارك في هذه المقايضة ودخلت المرحلة الثانية، آملاً أن تحوز الخبرة الروسية ومستوى الأمن في بناء المحطات في أنحاء العالم على إعجاب الجانب السعودي، فيما أكد معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء أن المملكة العربية السعودية تستغل الطاقة الذرية لإنتاج طاقة سلمية، وأنها تتشاور منذ مدة مع دول العالم لتحصل على أفضل تقنية بأفضل الأسعار لكي يتم النظر في استعمالها في المملكة.