كان فلم ديزني الشهير حياة حشرة يجسد -نوعاً ما- نظرية القبعات الست في التفكير كالقبعة الخضراء والتي تعني الفكر الإبداعي خارج الصندوق والذي مثله النملة فليك، وأما القبعة السوداء فكانت في مستعمرة النمل بتشاؤمها ورفضها كل فكرة جديدة، وأما القبعة الحمراء فكانت في الأميرة عطا الذي كان فكرها العاطفي يغلب على قراراتها، والقبعة الصفراء كانت بالنظرة الإيجابية في الأميرة الصغيرة دوت بدعمها لأفكار فليك، والقبعة الزرقاء كانت في خطة النمل المنظمة وتعاونهم لإنشاء مجسم العصفور لإخافة الجراد!!

وهنا يظهر جلياً أن أغلب المشاكل التي حدثت في هذا الفلم كان نتيجة عدم تقبل أراء الٱخرين أو التفكير بوجهة نظرهم من زاويتهم؛ وهذا ما يحدث أيضاً في مشاكلنا الأسرية أو في علاقاتنا مع الناس بشكل عام فكلنا يتمسك برأيه ويفرض أفكاره دون أن يرى الفكرة بأعين الٱخرين وزاويتهم؛ حتى صار الكثير يلجأ للفضفضة لأصدقائه عن مشاكله الزوجية بدلاً من النقاش مع زوجته وتبادل الأفكار معها للوصول لحل يرضي الطرفين

خذ مثلاً ما حدث مع الأديب تولستوي الذي لم تكن حياته الزوجية ناجحة كروايته العظيمة فقد امتلأت حياته بالصراعات الطويلة، وقد كانت طريقة تولستوي للتعبير عن أفكاره ومشاكله بالكتابة في مفكرته؛ وحين توفي مزقت زوجته المفكرة وكتبت رواية اسمتها “من المخطئ” لتبين أنها هي المظلومة!! وسواء افتنع القارئ بأن تولستوي أو زوجته على حق فلن تعود تلك الخمسين عاماً التي عاشوها دون أن يقولوا كفى لمشاكلهم أو يرى كل واحد منهم على الأقل المشاكل والحلول من منظور الٱخر ؟!