كشف الباحثون عن أسباب خطورة نشر صور أطفالك على الإنترنت ولخصوها في سبع نقاط، لعل أهمها أن المعلومات والصور التي تنشرها عن طفلك تجعله هدفا سهلا للمتربصين به.

أولا، أنه بمجرد نشر محتوى على الإنترنت فإنه سيبقى مخزنا فيها إلى الأبد حتى عندما تقوم بحذف بعض المنشورات أو جعلها خاصة، كما أن بعض الخوارزميات قادرة على إيجاد المشاركات التي قمت بحذفها. وعلى هذا النحور، سيعرف الشخص الذي يبحث عنها كيفية العثور عليها واستغلالها .

ويمكن أن يفسد افتقار الوالدين إلى حس المشاركة الواعية فرصا مهمة في مستقبل ابنهم. فعلى سبيل المثال، قد تحرم صورة لطفلك مثيرة للجدل من أن يتم قبوله في فريق رياضي أو تضيّع عليه فرصة عمل مهمة. وإذا أصبح طفلك محط أنظار الناس في المستقبل، فإنه يمكن لصوره القديمة أن تكون بمثابة وصمة عار في حياته.

ثانيا، أن الصور المنشورة لطفلك يمكن أن تصبح أداة تخدم مصالح الناس الذين يتربصون به، لأنها توفر معلومات تعريفية عنه. ويمكن لهؤلاء الأشخاص معرفة الطفل وكل ما يفضله وأسماء أفراد عائلته، ناهيك عن مكان المدرسة التي يزاولها. ويمكن لهؤلاء الأشخاص استخدام كل هذه المعلومات لإغراء طفل بريء واختطافه.

ثالثا، أن نشر صور لطفلك على الإنترنت وأنت تسير في مظاهرة من شأنه أن يكون له طابع سياسي. فإذا كان الوالدان يملكان ميولات سياسية معينة وينشران صورا غير مرئية لطفلهما بجانب شعارات إيديولوجية، فإن ذلك سيجعل الناس يفترضون أن ابنهما سيسير على خطاهما عندما يكبر وهذا الأمر ليس عادلا بحقه.

رابعا، أن نشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي يؤثر على الأمن المالي لأطفالك، وذلك وفقا لما أكده عدد كبير من أخصائيي البنوك. وباستطاعة الكثير من المجرمين استخدام مجرد صور عيد الميلاد من أجل تقصي الكثير من المعلومات والبيانات وتدبير مكائد إجرامية، على غرار سرقة البطاقات الائتمانية والحصول على القروض الاحتيالية.

خامسا ، أن مشاركة صور لأطفالك على المنصات الاجتماعية من المحتمل أن يجعلهم عرضة للمضايقات والتنابز بالألقاب مما سيسبب لهم المشاكل في المدرسة ويؤثر سلبا على نفسيتهم، خاصة بسبب صورة قديمة أو حتى حالية. وإذا لم يرغب طفلك في نشر صورة أو شعر بالحرج منها، فامتثل لرغبته ولا تشاركها. ومن أجل التقليل من إمكانية تعرضهم للتنمر قم بتصفية المحتوى الذي تنشره عبر الإنترنت.

سادسا، أن طفلك يمكن أن يكون معرضا لخطر الوقوع ضحية لسرقة هويته من قبل المختطفين الرقميين الذين يمكن أن يأخذوا صوره من الشبكات الاجتماعية وينشروها على حساباتهم الخاصة، ثم يدعون أنه ينتمي لعائلتهم ويعطونه اسما جديدا ويؤلفون “قصص خيالية” عنه. والجدير بالذكر أن العديد من الأمهات حول العالم يشتكين من مشكلة الاختطاف الرقمي. وهذا هو السبب في أن نشر صور لأطفالك قد يكون أمرًا خطيرًا نظرا لأن هذه الصور تصبح لعبة في يد أي شخص يمكنه الوصول إليها.

سابعا، أن مشاركة صور طفلك على مواقع التواصل الاجتماعي يمثل انتهاكا لخصوصيته. فهناك الكثير من القضايا الأخلاقية التي تنطوي على نشر صور لأطفالك على الإنترنت دون موافقتهم أو إدراكهم لذلك. وابتداء من سن الخامسة، يبدأ الأطفال في تطوير شخصياتهم الفردية ويصبحون قلقين بشأن خصوصيتهم والقضايا المماثلة.

وفي هذا الإطار، أوضحت أستاذة علم النفس الاجتماعي سونيا ليفينغستون أن الكثير من الأطفال يرغبون لو يتم استئذانهم قبل نشر أي صور لهم.

كما أن تجاهل دعوات الأطفال للتوقف عن نشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي يجعلهم يشعرون بأنهم لا يملكون حقوقا على أجسادهم وصورهم.