‫ودار حديث بيننا ..أنا ومرآتي في ليله مولدي .. وقفت بالذاكرة برهة من الزمن في طرقات خالية لا تفتح في الذاكرة إلا أبوابا كانت مُصفدة .. توقظ بداخلي كل ما حدث و لم يحدث كل كلمة وكل وعد .. كنت أعتقد أن القصص التي تبدأ بهندسة قدرية تدوم لأعلم متأخرة أني أخطأت .. أردت فقط أن يكون لي شيء في هذا العالم ركن منه يقيني وحدة الزحام . ‬

‫وحدثتني .. ‬

‫أن تلملمي كل أحزانك في حقيبة … تعطيها لأول غريب تلتقيه في مطار وتحجزي في أول رحلة متاحة لتذهبي الى أي مكان … فقط لأنك تريدي أن تنسي . ‬

‫ أن تمضي قدما وكل ما تريدي هو أن تتوقفي أن تبقى حيث أنتِ والفكرة الوحيدة التي تراودك هي الهرب … أن تتكلمي و أنتِ لا تريدي إلا الصمت .. كيف يفترض بك أن تفعلي كل هذا و أنتِ لا تريدي أي منه و كل ما تريدي حقا قد مضى في غفلة الزمن منكِ عندما نسيتي أن تنتبهي لكل الإشارات لأنكِ كنتي تحلمي مستيقظة. ‬

‫كما تتناوب الفصول على السنة يتناوب الأشخاص على عمرك كُل يأخذ القليل منكِ وبعضهم يأخذكِ كلكِ … وعندها عليك أن تتعلمي أن تصمدي في وجه الحنين و ترسمي إبتسامة على وجهكِ ترفع شبهة الحزن عليكِ أن تكون أنتِ وأنتِ لا تريدي حتى أن تكوني أنتِ.‬

‫هكذا مر أو مازال يمر … يُقال نحب البدايات و من مثلي لا يحتفلون إلا بالنهايات … كنت أُسّكِن كل هواجسي بالكتابة … أكتب وأشفر الكلمات بالحنين و أرسل الأمنيات مع الرياح إمتلأت كل الأوراق و حتى الفراغات في جدران غرفتي … كنت أكتب من غير هدى حتى أهدأ … أغلق على نفسي وأرمي المفتاح تحت الباب المُصفد بقفل الزمن .. و لم يره يوما أحد سوى أنا وبعثره كلمات … لم ينتبه له أي شخص حتى أنت عندما مررت لذا لم أعد أكتب حتى لا أكتب لك/ أكتب إليك بوح الأهات .. حتى لا أتوسل حضورك في يوم كهذا .. كي لا أحس أني لم أعنِ لك شيئا … مازلت أكتب وأكسر أصابعي كلما عزمت أن أرسل لك ” أشتاقك أو أحبك ” تشبه ألم الأسنان والإيمان ( أحببتك برقى ملكة وما زلت ) مازلت أحلم بكل ما أخبرتك رغم أنه يبدو بلا معنى من دون لمسة خد حانية لمتك… مازلت أدعي أني بخير حين أريد أن أبكي وأصمت حين أتألم … أعاند القدر عندما لا أحصل عليك … لا أعرف ما الذي علي فعله… و لا ما الذي علي أن أتمنى حتى .. مثقلة كعادتي بالحنين .. و لا أريد أن أخبرك لأن الأشياء تفسد بالبوح … لا أعرف ما الذي دهاك و كيف يتغرب الأخرون رغم الشوق .. لا أدري لما كُل الطرق إليك موجعة رغم أنك أقرب من رسالة … لذا أكتب مجددا و كأنك بي … لا أعرف كيف أواجه كل هذا إلا بالكتابة لأزحزحه .. لذا و من فرط وحدتي عدت أجاهر بما في داخلي و أعرف أنك ربما لن تقرأ ربما لن تنتبه إلى كل ما أكتب أو أقول .‬

‫نافذة .. ‬
‫و لكنه عيد مولدي و يحق لي بأمنية .. لي الحق اليوم في أن أطلب العالم فيؤتى به إلي و مع ذلك لم ينتبه أي شخص لم يعيادني أحد مثلما تفعل و لن يحدث هذا طالما لم تفعل أنت … أكره أعياد الميلاد وأمنيات الميلاد التي تأتي في غير وقتك …‬
‫لا شمعة لي لأطفئها لكن .. هلا أتيت . ‬

كالذي يحدث معي الآن وأنا أدون ما يضمره وجداني وما يمليه عليٌ ضميري في ليلة ميلادي هذه حيث بدأت الأسئلة تطرح نفسها لماذا ؟ تدعي قلمك يغيب عنك أيام وليالي ولا تستمري بالكتابة وتبذليه جهدا لتكلفيه .

وأخبرتك ” مرآتي ” أني فٌتحت النافذة ونطق حرفي أنني استطعت أن اُحدث بصمة في هذه الحياة سأتركها يوم بعد رحيلي عنها سعيدة جداً أنني كسبتُ قلوبا طيبة منحتني الحب ومدينة لهؤلاء الاُناس الذين لن أنسى وقوفهم المشرف بجانبي ودعمهم لكتاباتي وحضورهم الدائم في صفحتي الصغيرة وحروفي التي لا تكبر إلا بهم.

كل عام وأنتِ بخير يا أنا ..