افتتح معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر، اليوم، المؤتمر الدولي الثامن للموارد المائية والبيئة الجافة الذي ينظمه معهد الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء، وجائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية، ووزارة البيئة والمياه والزراعة، على مدى يومين تحت رعاية معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ في مقر جامعة الملك سعود بالرياض.

وألقى رئيس الهيئة الإشرافية للمؤتمر الدكتور عبدالملك آل الشيخ كلمة أعرب فيها عن الفخر والاعتزاز بالمستوى العالمي الذي وصلت إليه جائزة الأمير سلطان للمياه خاصة بعد تشرفها برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله – لحفل تسليم جوائزها في الدورتين السابعة والثامنة، وما حققته من أهداف إنسانية نبيلة في مجال أبحاث المياه، ومكافحة التصحر.

وقال : إن المؤتمر شهد إقبالاً كبيرًا من الباحثين للمشاركة في تقديم الأوراق العلمية وصلت إلى 316 ورقة علمية من 34 دولة تم قبول 105 منها، بالإضافة إلى 77 ملصقًا علميًا، وشارك في المعرض المصاحب للمؤتمر 18 جهة تمثل قطاعات حكومية وخاصة، فيما ركز المؤتمر على الأبحاث العلمية الأصيلة التي تتناول محاولات جادة لحل مشكلات البيئة والمياه في المناطق الجافة وشبة الجافة من العالم .

بعد ذلك ألقى معالي نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور بن هلال المشيطي كلمة قال فيها إننا نشهد حاليا إطلاق العديد من المبادرات والمشروعات التنموية الرائدة وفق رؤية المملكة 2030 بما تحمله من تطلعات وخطط مستقبلية سعيا لتحقيق الريادة في جميع المجالات، وأولت الرؤية حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية أهمية قصوى لما في ذلك من تحقيق للتنمية المستدامة ورفاهية المجتمع بالوصول إلى بيئة وموارد طبيعية مستدامة تحقق الأمن المائي وتسهم في تحسين جودة الحياة.

وأضاف معاليه أن المملكة حققت نجاحات عدة في مجال أبحاث المياه، تمثلت في تطوير إطار مرجعي موحد لقطاع المياه في المملكة يتضمن استراتيجية شاملة للمياه تمكنها من مواجهة التحديات،كما تسهم في تحقيق الاستدامة المائية والمحافظة على المياه كما تضمنت ايضا اعادة هيكلة القطاع بحيث تستمر الوزارة بدورها في التخطيط للقطاع ومراقبة تحقيق مستهدفات التحول الوطني وصولا الى رؤية المملكة 2030 .

كما ألقى معالي مدير الجامعة الدكتور بدران العمر كلمة خلال الحفل تمنى فيها أن يكون المؤتمر فرصةَ لتبادلِ الآراءِ والحوارِ المثمرِ، والاستفادةِ من نتائجِ الدراساتِ التي يتمُ اسْتعراضها في المؤتمر من عدة دول حول العالم.

وقال معالي الدكتور بدران العمر : إنه لمن الطبيعي أن تُشكلَ خططْ التنميةِ المتسارعةِ التي تُنفذها حكومةُ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ زيادةً في الطلب على المياه ولذلك ترافقتْ هذه الخططُ مع جهودٍ كبيرةٍ لزيادة المصادر المائيةِ وترشيدِ استهلاكها وخاصةً في القطاع الزراعي. وبهذه المناسبةِ يسعدني أن أشيدَ بالجهود المتميزةِ التي تَبذِلها في هذا المجال وزارة البيئة والمياه والزراعة والتي تبنت إعدادَ عدة خطط استراتيجية كان من أهمها الخطةُ الاستراتيجيةُ للمياه والخطةُ الوطنيةُ للبيئة والخططُ الاستراتيجيةُ للغابات والمراعي.

وأضاف : إنه على ضوءِ ما سبق ساهمتْ وتساهم جامعةُ الملك سعود بدورٍ هامٍ في مجال المحافظةِ على الثرواتِ الطبيعيةِ في المملكة من خلال خطتها الاستراتيجية، ومبادراتِ التميزِ فيها وخاصةً تلكَ المتعلقةِ بإدارة الموارد المائية وتطويرها، ولذلكَ يقومُ معهدُ الأميرِ سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء بالجامعة بإجراء البحوث والدراسات العلمية والأبحاث وتنفيذِ المشاريع التطبيقية في مجالات البيئة والمياه والصحراء من خلال توطينِ وتطويرِ التقنيات الحديثة.

وأفاد معاليه أن جامعة الملك سعود تسهم في إجراء البحوث العلمية ونشرها من خلال العديدِ من كراسي البحث التي تتناولُ موضوعاتِ المياه، كما تحتضنُ الجامعةُ مقرَ الأمانةِ العامة لجائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه التي أصبحت في صدارة الجوائز الدولية وكان لها دورٌ بارزٌ في تقدير العلماء وتشجيع البحث العلمي في جميع أنحاء العالم منذ عام 2002م للمساهمة في إيجاد الحلول العلمية للوصول إلى توفير المياه الصالحة للاستعمال والتقليل من ندرتها والمحافظة على استدامتها خاصة في المناطق الجافة.

يذكر أن أهميةُ المؤتمر الدولي للموارد المائية والبيئة الجافة تنبع أهميته من المحاور التي يتناولها ومنها الموارد المائية، فالماء هو العنصر الأهم لبقاء الإنسان، والتنمية المستدامة الاقتصادية والاجتماعية، وإنتاج الغذاء، وسلامة النظم البيئية. إذ أوردت أحدث مصادر الأمم المتحدة أن حوالي 2.1 مليار نسمه يفتقد إلى خدمات مياه الشرب المأمونة، ويعاني 1 من كل 10 أشخاص في العالم من شح المياه، وأن 35 ألف شخص يموتون يومياً نتيجة نقص المياه أو تلوثها.

وتُقدرُ دراسات الأمم المتحدة أن 5,3 مليار نسمة في العالم سيواجهون عام 2025 نقصًا في المياه، مما ينبئ عن بوادر أزمة عالمية قد تتفاقم بسبب التوزيع غير المنتظم في سقوط مياه الأمطار والتزايد السكاني الذي ينمو بمعدل 90 مليون نسمة سنوياً، والمصادر المائية المشتركة، وزيادة استهلاك المياه مع النمو الاقتصادي، وسوء استخدام المياه.

وفي ختام حفل الافتتاح كرّم معالي مدير الجامعة عدد من المشاركين والرعاة حيث استلموا العديد من الدروع التذكارية بهذه المناسبة، ثم توجه معاليه والحضور إلى افتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر وتجولوا داخل ارجاءه وشاهدوا العديد من الاجنحة التي تضمنها والجهات المشاركة فيه.