الاسم : مبارك . 

العمر : 30 سنة. 

الحالة الاجتماعية : متزوج لديه ثلاثة أطفال. 

مكان الإقامة : في ربوع بلادي. 

يخرج مبارك كل صباح بعد أن يتناول قهوة الصباح برفقة والدته وزوجته على أن يكون الإفطار في مقر عمله..شخصية مبارك أقرب للهدوء إن لم يكن الهدوء سمته. 

في طريقه إلى عمله كاد أن يصطدم بإحدى السيارات يستقلها شابان في بداية العشرين من عمرهما..الخطأ هذه المرة من مبارك،  ولكنه غير مقصود والأجمل أنه لم يحدث وإنما كاد أن يقع. 

حاول مبارك الاعتذار للشابين اللذين كانا في حالة هيجان وغضب بل أخذ الأقرب إليه يبصق على مبارك .. قرر مبارك التجاهل معتبرا نفسه أخطأ وعليه أن يتحمل. 

لم تمضِ سوى دقائق معدودة حتى اصطدمت سيارة الشابين بسيارة قبلهما ربما ذاك يعود لانشغالهما بالتلفظ على مبارك ومحاولة إيقافه. 

واصل مبارك سيره إلى مقر عمله لايعلم ماذا حدث للشابين..أخبر أصدقاءه في عمله بما دار وكيف خرج من هذه الأزمة والمأزق؟؟ الأغلب هنأه على موقفه في تجاهله وتحمله الأذى…إلا واحدا كان يردد في نفسه : أشهد إنك خواف يامبارك..حتما العقليات تختلف والأجمل أن مباركًا لا يسمعه..وأن الإنسان بشكل عام لايعلم بما في قلوب من هم أمامهم… 

خرج مبارك من عمله وفي أثناء عودته سمع صوتا قادما من الخلف لم يكد يرفع رأسه حتى تم إيقافه بالقوة..يشاهد الشابين اللذين تجاهلمها في الصباح نحوه يحثان الخُطا…

حاول مبارك تهدئتهما ولكن بادراه بالضرب هنا كان لمبارك موقف آخر في الدفاع عن نفسه إذ قام بدفع أحدهما ولم تحمله قدماه بعد أن ارتطمت مؤخرة رأسه بـطرف باب السيارة ليبدأ سيل الدماء من رأسه في وسط النهار والشمس حرارتها قرابة الـ 47 درجة.. 

تجمع الناس حاولوا إسعاف الشاب ولكن قدر الله لايرد..انتشر الخبر وكل خبر مشين كالبرق في سرعته بين الناس..وحُكم على مبارك بالقتل قصاصا..كم هو الخبر صادم ومؤلم!!. مبارك الذي فرّ من المشكلة صباحا يقع فيها ظهرا.

 بعض الناس مهما حاولت أن تعتذر منه أو تبتعد عنه يلاحقك ويريدك أن تنازله معتبرها رجولة..كتب الله لمبارك هذه النهاية التي حاول الابتعاد عنها. 

العاقل الآن من يحاول أن يتجنب المضاربات دع الناس يقولون ما يقولون( رخمة..جبان ) لاتلقي لها بالا .. قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما ما معناه : “ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”. 

إذا رأيت في هذا الزمن مضاربة تجنبها ولا تتشمت ولا تُعلق عليها حتى بكلمة “هياط” فرأيك وتعليقك لن يقدم ولن يؤخر.. فأنت لا تعلم قد تكون طرفا ذات يوم..

خارج النص :

يا عابد المال قل لي هل وجدت به 

روحا تؤانسك أو روحا تؤاسيها