كشفت قضية الفتاة السعودية رهف التي هربت من أسرتها إلى تايلاند ثم حصلت على حق اللجوء أخيرا في كندا جانبا كبيرا من التناقض الواضح لدى الغرب الذي يتشدق رعاته داخليا وخارجيا باحترامه لحقوق الإنسان ومبادئ العدالة والكرامة الإنسانية، وذلك إذا ما قارنا صور الترحيب اللافتة من جانب وزيرة الخارجية الكندية للفتاة السعودية والصور التي تداولتها وسائل الإعلام نفسها لفتاتين يمنيتين سعت كل منهما للجوء إلى كندا أوائل عام ٢٠١٧ لكن لم يكن في استقبالهما إلا الشرطة والأصفاد لتكبيلهما.

قبل عامين أرادت الفتاتان اليمنيتان اللجوء إلى كندا هربا من قرار ترامب بمنع دخول لاجئي ٧ دول كانت اليمن إحداها لكن برغم عدالة طلبهما لم ينظر إليهما إلا على أنهما من الدخلاء المتطفلين على الدولة وتم اعتقالهما ولم يسلط عليهما الضوء إلا قليلا وبسطور عابرة، بعكس الفتاة رهف التي تختلف ظروفها تماما وبرغم أن قضيتها في الأساس أسرية ولا غير تم تضخيمها والترويج لها عالميا ثم التسابق بين دول الغرب لاستقبالها فقط لأنها سعودية ولأن حالتها تخدم الرغبة الملحة لدى بعض الدول في محاولة تشويه المملكة بأي طريقة.

انتقلت رهف إلى كندا لاجئة معززة مكرمة وغضت الدولة نفسها الطرف عن اليمنيتين صاحبات القضية العادلة والحاجة الحقيقية للجوء نظرا لما تمر به اليمن من مآسي واضحة لكل ذي عين، وفي كل الأحوال سيحفظ الله المملكة من كل كيد سياسي أو أي محاولة للتشويه المتعمد.