الحضارة صُنع الإنسان الذي يترك آثراً في كل شيء ، تلك القيمة الإنسانية تؤثر في تاريخ الأمم وتتأثر بعدة عوامل تشب وتشيب وقد تموت إذا أُهملت وتباكى أبناؤها على ماضيها القديم تاركين علاجها وإعادة ترميمها لتستمر ، التحضر عملية تفاعلية تكاملية بين الإنسان والمكان فالمكان يعكس طريقة تفكير وحياة الإنسان الذي يسعى لعمارة الأرض بشتى الطرق ، نحن جزء من العالم فلا خصوصية تميزنا عن سائر الأمم والشعوب ولسنا إستثناء ننتظر عصى سحرية تحل مشاكلنا نحنُ مجتمع يتفاعل مع محيطه ويؤثر ويتأثر بكل من حوله ، هناك من ينتظر المهدي المنتظر ليحل مشاكله وهذه مهزلة العقل المُتدين الذي غلب العاطفة على العقل والمنطق ، المهدي لن يحل مشكلة أجيال ولن يُغير أحلام الجماهير هو شخصية قد تكون خيالية وقد تكون غير ذلك وهذه ليست قضية نشغل أنفسها بها يجب أن يكون للإنسان دور في صناعة الحياة ودورتها التي لا تنتهي ، يلزمنا لنتحضر ونكون رقم صعب في هذه الحياة إعادة قراءة التراث من جديد وتنقيته مما علق به من شوائب فكرية وخيالات كان الهدف منها هداية الناس بالترغيب كما يقول المدافعين عنها قراءة التراث تعني إعادة البحث العلمي المنهجي لموقعه الرئيسي بعدما حجبه النقل وجعله في مؤخرة العلوم بقدرة قادر ، أيضاً يلزمنا تحديث وتطوير التعليم بحيث يكون تعليم يعتمد على العقل والمنطق والفلسفة واكتشاف المعلومة وتصحيح الأخطاء وليس تعليم يعتمد على الحفظ وجفاف المعلومة وترديد ما قاله الأوائل ، أيضاً يجب أن تكون التعددية الفكرية حقيقة لا خيال حقيقة مفروضة على أرض الواقع فلا قول أو مذهب يطغى ولا رأي أو قول يموت بسبب تسلط البعض وضنهم أن الله لم يهدي سواهم ..

أمة تعيش لتأكل وتشرب وتتكاثر وتتصارع فيما بينها لن تصنع حضارة أمة تنظر للمرأة على أنها عضو تناسلي لا قيمة لها إلا في الفراش ووظيفتها الأساسية التكاثر وتحقيق رغبات الذكر لن تصنع حضارة ولن يكون لها دور في عمارة الأرض أمة تعيش أيامها ولياليها في التراث والتاريخ وتهرب من مشاكلها المختلفة بإتجاه التراث وقصص المتأخرين وكيفية تعاطيهم مع مشكلاتهم التي كانت نتيجة لظروف مختلفة عما تعيشه مجتمعات اليوم لن تصنع حضارة ولن يكون لها دور فكري وثقافي يميزها عن باقي الأمم ، الحضارة تمرض وتموت ولكل أمة من الأمم حضارة فإما تكون حضارة مُشرفة أو حضارة همجية يخجل الإنسان من الانتماء لها لن يصنع الإنسان حضارة إلا إذا تحضر  وتحضره يمر بمرحلة ولادة و نمو ولكي يتحضر عليه البدء من حيث انتهى الآخرون  الذين لم يتحضروا بعصى سحرية أو بحفظ نصِ قديم قد يكون موضوعاً بطريقةِ لا تمت للقداسة و للعلم بأي صله ..