هل صادف يوما ان شعرت نفسك  غريبا عن ذاتك ولم تعد تفهمها او تستغرب من بعض تصرفاتك وقد تجد حتى الاخرين لاحظوا ذلك وهل صادف يوما ان رأيت نفسك في المرآة ولم تعرفها؟!

ان وصلت لهذه المرحلة فكن متيقنا بانك وصلت الى مايسمى غربة الروح فليست الغربة فقط غربة الاوطان بل قد تصبح الروح غريبة عن جسدها احيانا يحاول الانسان البحث عن نفسه بين حنايا الروح قد يجدها محطمة على شاطئ الحياة حطمتها امواج الظروف والمعاناة وقد يجدها أسيرة بقيود الزمن والخيبات

ربما الظروف تغير كثيرا في شخصية الانسان وتقلب موازين حياته ويشعر بالغربة وهو بين عائلته وأصدقائه وأهله ووطنه عندما لايجد من يستطيع ان يفهمه ويشعر به ويحتويه لانه اساسا غير قادر على فهم نفسه مشاعره غير متزنة يشعر بأنه وحيد ولايوجد من يراعي مشاعره او يفهمها يبدأ من حوله بملاحظة ذلك منهم من هو قادر على استيعاب هذا التغيير المفاجيء واحتوائه بالحب والحنان اما البعض فحين يشعرون ولو بتغيير بسيط يبدؤن بالانسحاب بهدوء من حياة ذلك الشخص غير مبالين به من هنا يبدأ  بالتقوقع والانفراد بنفسه وأسر افكاره بقيود الوحدة التي تزيد من تفاقم هذه الغربة والتفكير بالاشياء السلبية ويسأل نفسه لماذا يحصل معي كل هذا؟لماذا انا بالذات؟وينهار العالم في نظره ويبدأ بالانكسار والإستسلام متغافلا عن سؤال مهم وهو كيف أسترد تلك الروح وكيف أعيدها من غربتها كيف اجعلها تشعر بالامان والطمأنينة؟

تناسى ان الطمأنينة لايجدها الانسان الا بالتقرب الى الله وانعاش الروح بذكره قال تعالى(الا بذكر الله تطمئن القلوب ) ايضا الرضا به ربا ومدبرا لعبده فيرضى الانسان بما قسمه الله عز وجل والايمان بقضاء الله وقدره كما انه لايوجد اجمل من التواصل مع خالق الروح فالصلاة هي الملجأ الذي يلجأ اليه كل مكروب وتساعد على الثبات عند الكربات وتزرع في روحه بذور الطمأنينة فلا يعلم سر تلك الروح الا من بث فيها من روحه قال تعالى (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) وهذا تشريف لبني آدم وتعظيم فهذه الروح من عند الله مبدؤها ومنشئها فهو الخالق المتصرف فيها.

واخيرا لنأخذها قاعدة في حياتنا كلما تقربنا الى الله عز وجل زالت غربة ارواحنا ووجدنا ذاتنا وملاذنا وشعرنا بالطمأنينة وعادت ارواحنا الى موطنها سالمة.