قامت الهيئة السعودية للمهندسين بالتعاون مع الجمعية الخيرية للخدمات الهندسية في يوم المهندس الخليجي والذي يوافق اليوم الثلاثين من شهر ابريل في كل عام بتنظيم ملتقى تحت شعار ” تطوع المهندسين خدمة للمجتمع ” في مركز الملك سلمان الإجتماعي بالعاصمة الرياض ويهدف الملتقى إلى التوعية بأهمية التطوع وزيادة مساهمة المهندسين بالأعمال التطوعية لخدمة المجتمع تحقيقا لرؤية المملكة العربية السعودية 2030 والتي تسعى إلى غرس ثقافة التطوع لدى أفراد المجتمع وزيادة عدد المتطوعين.

وقد تم افتتاح الملتقى بكلمة للأمين العام المكلف للهيئة السعودية للمهندسين وكلمة لرئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية للخدمات الهندسية وكلمة أخرى للأمين العام للإتحار الهندسي الخليجي وتم بعدها عقد ثلاث جلسات في كل جلسة ثلاثة متحدثين وكانت محاور الملتقى عن أهمية العمل التطوعي للفرد والمجتمع وعن التطوع الإحترافي للمهندسين موثقا بتجارب محلية والجلسة الثالثة تحت محور احتياجات المجتمع والجمعيات لتطوع المهندسين.

وأوضح المهندس عبداللطيف الحركان في كلمته إلى أن هذا الملتقى الذي تم إقراره من قبل المجلس الأعلى للاتحاد الهندسي الخليجي يأتي لتفعيل أصر التواصل المعرفي وتبادل الخبرات بين الهيئات والجمعيات الهندسية الخليجية ضمن رؤية القيادات والحكومات في دول مجلس التعاون الخليجي كما تأتي أهميته من منطلق اهتمام رؤية المملكة 2030.

وأكد أن الهيئة تعمل على تنفيذ رؤيتها المتمثلة في الرقي بالمهنة وتمكين المهندسين والمؤسسات الهندسية من الوصول إلى الحلول المثلى ورفع مستوى وتشجيع الإبداع والابتكار لتحقيق مكانة مرموقة دولياً في هذا المجال والتأكيد على أهمية دور المهندس السعودي والخليجي في التنمية بدول مجلس التعاون حيث أن ما تشهده دول المجلس من نهضة شاملة وتسارع تنموي واصلاحات اقتصادية يحفزهم على التطلع لمستقبل واعد وازدهار متجدد خاصة في عصر الرؤية وخطط التحول للمستقبل.

وأضاف إلى أن هذا الدور يحث المهندسين السعوديين والخليجيين على التعاضد والبذل والعطاء والعمل بجد واجتهاد من أجل بناء منظومة مهنية هندسية خليجية متطورة على كافة الاصعدة لتكون كما نتمناها جميعاً مزدهرة قوية تقوم على سواعد أبنائها من خلال مقدراتها التي حباها الله بها.
وتابع الأمين العام المكلف للهيئة السعودية للمهندسين قائلا : “الاحتفال اليوم يعكس اهتمام الهيئة السعودية للمهندسين في تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني من خلال تخصيص يوم لإبراز دور المهندس خاصة السعوديين منهم في خدمة الوطن والمهنة والمجتمع إذ يحملون على عاتقهم مهام عظيمة لتحقيق مزيد من التطور والتقدم لوطنهم وذلك في الوقت الذي ينظر فيه الجميع إلى المهندس بكل فخر واعتزاز لتحقيق الآمال والطموحات.

وأضاف المهندس الحركان إلى أن الهيئة السعودية للمهندسين لا تزال تعمل على تنفيذ رؤيتها المتمثلة في الرقي بالمهنة وتمكين المهندسين والمؤسسات الهندسية من الوصول إلى الحلول المثلى ورفع مستوى وتشجيع الإبداع والابتكار لتحقيق مكانة مرموقة دولياً في هذا المجال وهي تؤكد أيضا على أهمية دور المهندس السعودي والخليجي في التنمية في دول مجلس التعاون.

وقد أشار المهندس ابراهيم بن عبد العزيز الحسين رئيس مجلس ادارة الجمعية الخيرية للخدمات الهندسية إلى أن الجمعية تعنى بتقديم الخدمات الهندسية للمنشآت الخيرية من مساجد وأوقاف ومباني استثمارية وتحقيق متطلبات الجودة والاستدامة وتخفيض التكلفة وتعظيم العائد الربحي للمانحين في وجوه الخير والبر والاحسان تحت شعار الجمعية ” نسعى لاستدامة الخير ” وأضاف المهندس الحسين أن جمعية هندسية تقدم خدماتها للقطاع الخيري والقطاع الحكومي بالتنسيق مع المكاتب الهندسية وبيوت الخبرة الاستشارية وبالتعاون مع المتطوعين من أعضاء الجمعية، وتطمح هندسية للمشاركة بفعالية بتحقيق رؤية المملكة ٢٠٣٠ بزيادة مساهمة القطاع غير الربحي بالتنمية واستقطاب اكبر عدد من المتطوعين بدعمهم وتحفيزهم وإيجاد بيئة خصبة للعمل التطوعي.

كما أشار الأمين العام للإتحاد الهندسي الخليجي في كلمته الإفتتاحية إلى أهمية تحقيق التميز للمهندس الخليجي ودور المهندسين السعوديين والخليجيين في التنمية وبناء مجتمعاتهم.

وقد تم بعد الإفتتاح الشروع في انعقاد الجلسات العلمية والتي بدأت بالجلسة الأولى تحت محور ” أهمية التطوع للفرد والمجتمع ” وقد شارك تحت هذا المحور الدكتور عمر العمر عميد عمادة مركز دراسات العمل التطوعي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بورقة عمل بعنوان ” التطوع في الاسلام ” والمشاركة الثانية لهذه الجلسة تحت عنوان أهمية العمل التطوعي وقد قدمها ممثل إدارة البرامج التطوعية في مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الانسانية الأستاذ حسين بن عبد الله القناوي واختتمت هذه الجلسة بورقة عمل بعنوان “التطوع في ظل رؤية 2030″ قدمها المهندس خالد القحيص الشمري من الهيئة السعودية للمهندسين.

وفي الجلسة الثانية كان محور الجلسة عن التطوع الاحترافي للمهندسين من واقع تجارب محلية استهل الجلسة المهندس مؤيد باقيس المدير التنفيذي لشركة غدن ومبادرة هارون لتطوع المحترفين بورقة عمل بعنوان ” التعريف بالتطوع الاحترافي وأشكاله للمهندسين ” وشارك بعده المهندس عمر بن عبد الله الضباح من شركة العلم بورقة عمل بعنوان ” مأسسة العمل التطوعي الهندسي نادي الهندسة الصناعية بجامعة الملك سعود نموذجاَ ” واختتمت الجلسة بورقة عمل قدمها المهندس وليد الرشيدان من جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بالدمام سلط فيها الضوء على مبادرة المنزل المستدام وهي إحدى المبادرات المدعومة من شركة أرامكو والتي تهدف لترميم عدد ٨٠ منزل من منازل الأسر الفقيرة.

وقد اختتم الملتقى بالجلسة الثالثة والتي كانت عن احتياجات المجتمع والجمعيات من تطوع المهندسين واستهل الجلسة المهندس عبد الرحمن الهزاع المشرف العام على الجمعية الخيرية للخدمات الهندسية عن تجربة جمعية هندسية في تقديم الأعمال الخيرية وقد بدأ المشاركة بعرض مرئي وثائقي لأعمال جمعية هندسية وبعد ذلك تم استعراض تجربة شركة مشورة البناء للاستشارات الهندسية قدمها المهندس مشاري الجويرة ثم تم اختتام هذه الجلسة بورقة عمل قدمها المهندس عثمان هاشم الممثل الوطني للرابطة الدولية للجهود التطوعية (IAVE) وكانت الورقة عن الإيطار القانوني للتطوع.

وفي ختام فعاليات الملتقى تم الخروج بتوصيات تم استخلاصها من المشاركات التي استعراضها في جلسات الملتقى حيث أوصى المشاركون بالتوصيات التالية:

​التوصية الأولى: إنشاء مركز وطني لتطوع المهندسين وتشجيع رجال الأعمال على رعاية المبادرات التي تهدف إلى خدمة المجتمع لضمان استمرارها وديمومتها.

التوصية الثانية: عمل حاضنة أعمال اجتماعية لتحويل أفكار المهندسين التطوعية إلى مشاريع مجتمعية وكيانات غير ربحية لخدمة وتنمية المجتمع في جميع مجالات الهندسة.

التوصية الثالثة: حث المهندسين/الطلاب/المكاتب الهندسية على المساهمة في العمل التطوعي والاستفادة مما تقدمه الجمعية الخيرية للخدمات الهندسية من دعم وتسهيلات وخبرة في هذا المجال.

التوصية الرابعة: اعتماد الساعات التطوعية ضمن نقاط التقييم عند الاعتماد المهني في نظام الهيئة السعودية للمهندسين وعند المسابقة على الوظائف الحكومية.

التوصية الخامسة: نشر ثقافة العمل المؤسسي في الأعمال التطوعية وذلك لزيادة الفعالية والانتاجية وضمان ديمومة الأعمال التطوعية وعدم تأثرها بالتغير في الأفراد والموارد.

التوصية السادسة: الاستفادة من التجارب العالمية كتجربة مهندسون بلا حدود وذلك لدعم المهندسين السعوديين في نشر خدماتهم الهندسية التطوعية لشعوب العالم تحت مظلة مركز الملك سلمان للإغاثة.