” لرمضان شوق عظيم، ومذاق خاص في المدينة ” بصوت متهدج مختلط بالخشوع والإيمان والبكاء، قال رضا الأفغاني، العجوز الثمانيني، الذى وصل إلى المدينة شابا يافعا، باحثا عن رزق لتأمين مستقبله في أوج شبابه، مضيفا : ” أتمنى أن أموت في المدينة المنورة، وأن أدفن في مقبرة بقيع الغرقد، ما أجمل أن أموت في مدينة الرسول، التي عشت فيها أكثر من نصف عمري. وهي أحب أماكن الدنيا إلى نفسي ” .

الأفغاني عاش كغيره من الوافدين، يسعى لكسب الرزق في المملكة، متنقلا بين مدنها وقراها، تاركاً خلفه في بلاده زوجته وأبناءه، حتى استقر في المدينة المنورة التي لا يستطيع العيش بعيدا عنه- حسب كلامه، حيث وجد فيها الراحة النفسية ورفاهة العيش، فبجانب العمل، حفظ القرآن والأحاديث النبوية، كما يحفظ الخطب والمحاضرات عن ظهر قلب.