لم تتوقف انتهاكات قطر خارج أراضيها فقط؛ بل امتدت لتشمل العمال الذين يعملون في المشاريع التي تدشنها الدوحة والذين يعانون أشد المعاناة في ظل ممارسات ” تنظيم الحمدين ” ؛ حيث تم هضم حقهم من الرواتب بالإضافة إلى أنهم يعيشون في أدنى مستويات المعيشة.

وأوضح العامل النيبالي ” نابين ” الذي استخدم اسمًا مستعارًا خوفًا على نفسه من بطش المسؤولين القطريين، ما يقاسيه في ظل عمله في منطقة ” مشيرب ” في الدوحة، التي تضم فنادق وشققًا فاخرة ومركزًا ماليًا بتكلفة عالية، ولكن لا تعطي العمال الذين يفنون جهدهم في العمل بها أبسط حقوقهم.

وقال ” نابين ” أن المبلغ الذي من المفترض أن يتقاضاه بالكاد يجعله على قيد الحياة، قائلًا: ” في بلدي وعدوني براتب شهري 1100، لكن في الشهرين الماضيين لم أحصل على راتبي.. لقد أعطوني 100 ريال فقط مقدمًا. ”

واستطرد العامل النيبالي الحزين في رواية تفاصيل معاناته في دويلة قطر في ظل درجة الحرارة العالية، لافتًا إلى أنه غير قادر على شراء الطعام؛ مؤكدًا أنه أجبر وزملائه على تناول الطعام الفاسد في معسكر العمل؛ حيث قال إنهم يضطرون إلى أكل الدجاج منتهي الصلاحية.

وفي رواية أخرى، شكى نجار من بنغلاديش، يعمل تحت حكم ” تنظيم الحمدين ” القطري أن شركته رفضت منحه تصريح الإقامة، ودفع الكثير من الأموال للحصول عليه لكي يغادر الدوحة ولكن لم يحصل عليه وتم منعه من السفر؛ حيث أصبحت قطر تمثل بالنسبة له ولأقرانه سجنًا جبريًا، مؤكدًا أنه إذا تمكن من الحصول على التصريح سيغادرها على الفور فارًّا بروحه من وطأة تعذيب ” تنظيم الحمدين ” .

وتعامل قطر العمال الآسيويين العاملين في المشاريع التي ستستضيف فعاليات كأس العالم لكرة القدم 2022 أسوأ معاملة، ولا يوجد بها أي احترام للكرامة الإنسانية والروح البشرية، بينما قال أحد العمال في تلك المشاريع الخاصة بتنظيم مونديال 2022 ونبرته يكتنفها الحزن وقلبه يعتصره الأسى واليأس: ” سوف يرموننا عندما ينتهي هذا المشروع. كرة القدم ليست لنا، إنها لأشخاص آخرين. ”