ينتظر أكثر من مليار مسلم حول العالم بمشاعر روحانية حلول شهر رمضان الكريم، ومنهم سكان “جزيرة تاروت ” بمحافظة القطيف، الذين يشتاقوا لسماع تلك الدقات المميزة الصادرة من طبلة ” المسحراتي ” ، المتجول في الشوارع والأزقة قبل أذان الفجر .

ويحكي أحمد المسحر ” أبو طبيلة ” في لقاء تليفزيوني، أنه رغم كبر سنه حريص على التجوال في الشوارع بين المنازل، لحماية مهنته من الاندثار، وحث الناس على التمسك بالقيم المجتمعية القديمة، والتي ارتبطت بالشهر الفضيل، كحال الكثير من العادات والتقاليد الخاصة بهذا الشهر.

ويضيف ” المسحر السبعيني ” أنه رغم تطور التكنولوجيا والساعات المنبهة، والتي زاحمته في مهنته، إلا أنه يرفض الاستغناء عن ” الطبلة ” ، متمسكاً بما اعتاد عليه وعائلته للاستيقاظ في رمضان، طوال سنوات مضت، في استحضار لحياة الآباء والأجداد لتبقى عادة رمضانية صامدة.

ويكشف أن تاريخ الطبلة التي يطرقها في إيقاظ سكان الأحياء الشعبية، حيث توارثتها أجيال عائلته في هذه المهنة، حتى وصلت له إلى قرن وستة عقود.

وبدأ ” أحمد ” المهنة هاوياً في أيام طفولته، مرافقًا لوالده، حتى تعلمها منه، وعلى مدار 7 عقود يجوب الشوارع ليمارس مهنته، والتي لا يتقاضى عليها أجرًا، لكنه لتمسكه بها ولارتباطها بالجانب الثقافي والتاريخي وبروحانية العبادة والصيام، والآن يُعلمها لأبنائه وأحفاده، من أجل أن يُكملوا المشوار .