تلقّت إيران صفعة قوية، أمس الثلاثاء، حينما قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع طهران عام 2015، وإعادة فرض العقوبات عليها؛ مؤكدًا أن هذا الاتفاق لم يمنع إيران من ممارساتها المشينة في المنطقة.

ولم تقتصر الضربة القاضية على إيران فقط، ولكن أصابت طعنة أمريكا القوية دويلة قطر وتركيا اللتين يلهثان دومًا خلف نظام الملالي؛ حيث ثار ” تنظيم الحمدين ” وأنقرة عقب قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، ثورة الطير الذبيح التي لا تغني ولا تسمن من جوع.

وأربك قرار ترامب حسابات ” تنظيم الحمدين ” ؛ حيث أنه إذا استمرت قطر في الوقوف إلى جوار إيران في انتهاكاتها وارتمائها في أحضان نظام الملالي بشكل علني ستعاني المزيد من العقوبات الدولية؛ حيث أنه دائمًا ما يستقبل ” تنظيم الحمدين ” مسؤوليين إيرانيين بارزين، كما ظهرت قوات من الحرس الثوري الإيراني في شوارع الدوحة.

وأشار ترامب عقب قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي، إلى أن واشنطن ستعاقب كل الدول الحليفة لطهران؛ بينما أكد خبراء أن العقوبات التي ستفرضها أمريكا ستطال بالتأكيد النظام القطري باعتباره أحد أبرز حلفاء طهران خلال الفترة الحالية.

ورغم ما ترتكبه إيران في الدول العربية من جرائم وانتهاكات؛ عارضت تركيا القرار الأمريكي معتبرةً إياه أنه يهدد باندلاع اشتباكات جديدة في المنطقة، متناسية ما تفعله طهران بالفعل في سوريا واليمن ولبنان والعراق؛ حيث أعلن وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي، أن بلاده ستمضي قدمًا في تجارتها مع إيران بقدر المستطاع، ولن تكون خاضعة لمحاسبة أي طرف آخر، ضاربًا بالقوانين الدولية والدبلوماسية عرض الحائط.

وجاءت معارضة ” تنظيم الحمدين ” ونظام أردوغان لقرار ترامب ضد طهران، في الوقت الذي أيدت فيه الدول العربية وعلى رأسها المملكة القرار الذي يحجم نظام الملالي ويكف أيدي الخراب عن المنطقة؛ حيث يشكل القرار نصرًا دبلوماسيًا للمملكة بعد نحو ثلاث سنوات من عدم الرضا عن الاتفاق الذي تقول الرياض إنه لا يضمن بالشكل الكافي عدم امتلاك طهران للسلاح النووي.