تربط المملكة بفرنسا علاقات قوية منذ خمسة عقود؛ حيث تعتبر الرياض الحليف الاستراتيجي لباريس، كما يتفقان في كثير من الملفات السياسية بالمنطقة، وتربط بينهما علاقات تعاون في المجال التجاري والعسكري.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة وفرنسا أكثر من ثمانية مليارات يورو، حيث تعتبر باريس ثالث مستثمر في المملكة بمبلغ 15 مليار دولار، وهي من أهم شركاء المملكة عالميًا، كما زادت في السنوات الأخيرة الاستثمارات بين البلدين، ومن المتوقع أن تشهد زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان توقيع شراكات استثمارية تعود بالنفع على البلدين وتعزز سبل التعاون التجاري في أكثر من مجال.

وعلى جانب آخر، تقيم المملكة وفرنسا تعاونات عسكرية وتبادل خبرات في الأنظمة الدفاعية والهجومية ومناورات عسكرية كثيرة، وقد أقيم العام الماضي في الطائف فعاليات التمرين العسكري السعودي- الفرنسي المشترك ” الريك 2 ” الذي جمع وحدات من القوات البرية من البلدين، كما وقع الجانبين العديد من صفقات التسليح الضخمة والمتنوعة، التي تقوّي من جاهزية قوات المملكة.

ومن الجدير بالذكر، إنه شهدت العلاقة الدبلوماسية بين الدولتين تطورًا في الستينيات الميلادية؛ وذلك بعد زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- الرئيس الفرنسي شارل ديجول في اللقاء التاريخي، الذي رسم ملامح العلاقة وأسس قواعدها الصلبة؛ وذلك عام 1967م، ثم كرر الزيارة في عهد الرئيس جورج بومبيدو؛ وذلك عام 1973م، واستمرت زيارات ملوك المملكة لفرنسا، كما حرص قائد البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان على مواصلة الطريق وتقوية العلاقات بين البلدين واستمرارها.