قال الدكتور أحمد بن حسن قعقع أخصائي أمراض الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى الحمادي بالرياض إن إلتهابات الجيوب الأنفية هي عبارة عن فراغات هوائية موجودة داخل الرأس وهي تعمل على تخفيف وزن الرأس وتعطي لحناً خاصاً للصوت ، والتهاب الجيوب يحدث إما بواسطة الجراثيم أو الفيروسات وإما تحسسياً أو يكون متعلقاً بالأمراض المناعية، ومعظم حالات إلتهاب الجيوب تشفى مع العلاج لمدة عشرة أيام وهي من الأمراض الشائعة وتقسم إلتهابات الجيوب إلى : –

– إلتهاب الجيوب الحادة بحيث تكون أعراضها أقل من 4 أسابيع .
– إلتهاب الجيوب تحت الحاد وتكون أعراضها بين 4 – 8 أسابيع .
– إلتهاب الجيوب المزمن وتكون أعراضها مستمرة لأكثر من 8 أسابيع .
وتقسم الجيوب أيضا بحسب موقعها إلى :
– إلتهاب الجيوب الجبهية وتقع فوق العينين ( الجبهة ) .
– إلتهاب الجيوب الوجهية ( منطقة الخدين ) .
– إلتهاب الجيوب الغربالية بين وخلف العينين .
– إلتهاب الجيوب الوتدية خلف العينين .
نبدأ بإلتهاب الجيوب الحاد :

وهي بالغالب تالية لإلتهاب بالطرق التنفسية العلوية والأسباب إما فيروسية أو بكتيرية أو بالفطريات وكذلك الجراثيم اللا هوائية والإلتهابات الفطرية تكون شائعة عند السكريين وناقصي المناع والمدخنين ومرضى العلاج الكيميائي .
إلتهاب الجيوب المزمن :
وهي إصابة مستمرة لمدة أكثر من ثلاث أشهر وهي تحدث دائماً مع وجود لحميات داخل الجيوب أو بدون وجود اللحميات أو البوليبات قد يكون بسبب تحسسي مثل إلتهاب الأنف والجيوب التحسسي المزمن .
على أية حال وجود اللحميات داخل الجيوب الأنفية وذلك بوجود التغيرات المناخية مثل ( غبار مستمر ، وعوامل ملوثة ) أو تكرار الإلتهابات البكتيرية أو الفيروسية الحادة ، أو يكون السبب عوامل غير تحسسية مثل إلتهاب الأنف والجيوب الوعائي أو تضيق بالمجرى الهوائي للأنف مثل إنحراف الحاجز الأنفي ، وضخامة بقرينات الأنف والرض المزمن على الأنف مسبباً كسور معيبة للأنف وبمجرى التنفس الأنفي.
ولننتقل للأعراض بشيء من التفصيل :
أولا ً : الصداع وآلام الوجه وغالباً تكون فوق الجيب المصاب ويزداد مع حركة الرأس للأمام وهذا الألم موجود في إلتهاب الجيوب المزمن الحاد .
ثانياً : الإفرازات الأنفية مع الرائحة وتكون إفرازات سميكة ومتغيرة اللون وذات رائحة وفي الحالات الحاد يترافق مع الحرارة والتعب العام. إن الصداع الموضع فوق الجيوب ، وآلام الوجه والإفرازات السميكة وآلام الأسنان قد تكون مميزة لإلتهابات الجيوب عن آلام الرأس الأخرى مثل الشقيقة وصداع الشدة ، والإصابات العينية والآلام العصبية في الرأس .
أما بالنسبة للإختلاطات في إلتهابات الجيوب :
إن قرب الجيوب من المناطق الحساسة والهامة في الجسم مثل الدماغ ، العيون وبعض الأوعية الدموية الكبيرة قد يؤدي هذا التوضع وخاصة الجيوب الجبهية والجيب الوتدي إلى إنتقالات مرضية خطيرة بحيث يؤدي عدم العلاج الجيد أو عدم الإنتباه لهذا الإلتهاب إلى إلتهاب الدماغ ، إلتهاب الجوف المحيط بالعيون ، إلتهابات الأوردة الكبيرة وجميعها إختلاطات شديدة الخطورة وحينها يجب أن يكون علاج حازماً وسريعاً .
أما الأسباب وبشكل تفصيلي :
الإلتهابات الحادة التالية لإلتهاب الطرق التنفسية العلوية وتكون إما بكتيرية أو فيروسية ، ومن الهام ذكر بعض أنواع البكتيريا . للفطريات دور في إلتهابات الجيوب ، وتظهر إلتهابات الجيوب أيضاً بوجود الحساسية المزمنة ، تشوهات الأنف ، إنحراف الحاجز الأنفي ، كسور الأنف ، ضخامة القرينات ، تضيق مجرى الأنف ، ولقد ثبت حديثاً أن 40 % من إلتهابات الجيوب المزمنة قد يحدث بسبب التدخين وأيضاً إلتهابات الأسنان قد يكون سبباً في إلتهابات الجيوب .
أما التشخيص فهو يشمل ما يلي :
بالنسبة لإلتهابات الجيوب الحادة الجرثومي أو الفيروسي فهو صعب التمييز ، البعض قد يميزها بمدة الأعراض بحيث أقل من 7 أيام قد يكون فيروسي وأكثر من 7 أيام قد يكون جرثومي وهذه ليست قاعدة ولكن 30 – 50 % من إلتهابات الجيوب تكون جرثومية .
إن الإستماع الجيد للمريض والتحليل للأعراض مع الإستقصاءات مثل ( أشعة X ) أو المقطعية للجيوب تؤدي إلى التشخيص المؤكد لإلتهاب الجيوب وبواسطة الأشعة المقطعية للجيوب الأنفية نستطيع التمييز بين أنواع إلتهابات الجيوب وكذلك رؤية الإختلاطات المحتملة . أما العلاج فيجب أن يكون سريعاً وفعالاً حيث نبدأ بالعلاج المحافظ مثل غسول الأنف ، بخاخات الأنف وبعض الأدوية المضادة للأحتقان .
أما بالنسبة للمضادات الحيوية :
إن إلتهابات الجيوب الفيروسية قد تكون شافية بدون مضادات حيوية ولكن إذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوع يجب على الطبيب عدم التردد في إعطاء المضاد الحيوي المناسب والفعال لكي لا نصل إلى الإختلاطات الخطيرة لإلتهابات الجيوب وقد نستخدم الكورتيزونات في بعض الحالات قد تكون داعمة للمضاد الحيوي ويجب الإنتباه لعدم الإستخدام لفترات طويلة .
أما العلاج الجراحي فهو مستطب في حالات تكرار إلتهابات الجيوب أو إلتهاب الجيوب المزمن وهي تعتمد على إزالة أي تشوهات في الأنف مثل إنحراف الحاجز ، ضخامة القرينات ، تصحيح كسور الأنف والدخول على
الجيوب الأنفية وتنظيفها من ( البوليبات ، والأفرازات ، الفطريات ) ومعظم جراحات الجيوب الأنفية الآن تتم بواسطة المناظير وتدعى تنظيف الجيوب الأنفية أما الجراحات فقد قل إستخدامها إلا في حالات خاصة مثل فشل العلاج الدوائي مع فشل جراحات المناظير في هذه الحالات تكون مفيدة وشافية بإذن الله .
لذلك تعتبر إلتهابات الجيوب الأنفية من الأمراض الشائعة والمتكررة ويجب عدم الإستهانة بها واللجوء للطبيب لعدم تطور الحالة وحدوث الإختلاطات .