رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض مبادرة الجمعية الخيرية للطعام ” إطعام ” في منطقة الرياض تحت شعار (100 عام من الجوع إلى الهدر) بحضور عدد من كبار المسؤولين ورجال الأعمال وذلك في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني .

وبدء الحفل الخطابي بكلمة لرئيس اللجنة التنفيذية لإطعام الرياض هشام بن عبدالعزيز الصغير رحب فيها بسمو نائب أمير منطقة الرياض والحضور ، مبيناً أن الجمعية لا تحسب إنجازاتها من خلال حساب عدد الوجبات التي تعدها بل من خلال عدد الأشخاص الذين توعيهم .

وأكد الصغير في كلمته إن الإنجازات التي حققتها ” إطعام ” خلال الفترة الماضية تعتبر باهرة..وقد حصدت نجاح كبير من جميع أفراد المجتمع المحلي ، مبينًا أنه لم يكن ” لإطعام ” أن تحقق ما حققته لولا الدعم الذي تلقته من قيادتنا الرشيدة التي تؤمن بأهمية المحافظة على النعم.

وأشار إلى أهداف واستراتيجيات الجمعية وتطبيقها لرؤية المملكة 2030 ، مؤكداً أن التحديات كبيرة ، والهمة عالية لتحقيق مستويات عالية في الوعي بهدر النعمة وكيفية المحافظة عليها.

بدوره ألقى المدير التنفيذي لجمعية إطعام عامر بن عبد الرحمن البرجس كلمة أوضح فيها أنه قبل أكثر من 100 عام كان لنا قصة عنوانها (سنة الجوع ) كانت أحداثها مؤلمة، تلك السنة من أشد سنوات الجوع والجفاف التي مرت بها هذه المنطقة حيث أوجعت الناس -على حد سواء- الأغنياء والفقراء، ولا يمكن لكم أن تتخيلوا ما حدث في تلك السنة.. حيث كان الناس يموتون في الطرقات من الجوع.

ونوه البرجس إلى احدث الدراسات، حيث احتلت المملكة الصدارة كأكثر الدول إهداراً للغذاء ، ويقابلها للأسف الملايين من الأطنان من المواد الغذائية تلقى في النفايات دون أي عقوبة تذكر.

كما تم عرض فيلم وثائقي عن إطعام والذي تضمن قصص من سنة الجوع ، وإحصائيات في هدر الطعام ، بالإضافة الى مقابلات مع شخصيات تحدثوا عن تلك الفترة الزمنية وكيف انتقلنا من سنوات الجوع الى الهدر.
كما قدم معالي الدكتور عبد الله بن محمد الفوزان كلمة حول الأثار الاجتماعية نتيجة الإسراف في النعم وأثرها على الفرد ، واكد على اهمية التعاون والمشاركة من الجميع في إيقاف هدر الطعام .

بعدها شارك الدكتور عبد الله بن خالد بن ربيعان بورقة عمل عنوانها ” التكلفة الاقتصادية للهدر ” تناول من خلالها تعريف (الجوع) بأنه الحرمان من الطعام وسوء التغذية الذي يجعل الفرد لا يستطيع الحصول على 1800 سعرة حرارية، وهي الحد الأدنى يوميًا لحياة صحية ومُنتجة.

وأشار إلى ما يعرف ب ” الجوع الخفي” الناتج عن نقص العناصر الغذائية الأساسية مما يؤدي إلى جعل الشخص عرضة للأمراض المعدية ويتأثر نموه الجسدي والعقلي، كما يقلل من إنتاجية العمل ويزيد من خطر الوفاة المبكرة.
كما عرض الدكتور ربيعان حقائق حول الجوع في العالم حيث ذكر ان نحو 800 مليون شخص في العالم (11% من سكان العالم) لا يجدون طعاماً كافياً للتمتع بحياة صحية نشطة. أي ما يعادل حوالي واحد من كل تسعة أشخاص في العالم. وان الجوع يتمركز في البلدان النامية حيث يعاني 12.9 في المائة من السكان من نقص التغذية. اما في المملكة يصل إلى 30 في المئة من مجموع الغذاء، ولعل الهدر الاكبر وقدره 30% هو الارز بحسب (إطعام)، نستورد (1.1 مليون طن). وان حجم كمية “الطعام المهدر للفرد الواحد في المملكة تقدر بـ 250 كيلوغراما، وهو الأعلى عالميا”، “90 في المئة من الأكل في الحفلات لا يستفاد منه”.

وكان سمو نائب أمير منطقة الرياض قد شهد خلال رعايته، توقيع مذكرة تعاون بين بنك ساب وإطعام بهدف دعم برامج حفظ النعمة من الهدر ، واتفاقية تعاون بين مكتب عبدالإله العروان وإطعام بهدف تقديم الاستشارات القانونية ، واتفاقية مع شركة الصافي وإطعام للسنة الرابعة على التوالي تهدف إلى نشر رسائل توعوية على منتجاتها خلال شهر رمضان المبارك ، واتفاقية تعاون مع لجنة أصدقاء المرضى تهدف إلى تقديم وجبات الى اسر المرضى من داخل وخارج مدينة الرياض .

وعلى هامش الفعالية بين عضو اللجنة التنفيذية في ” إطعام ” الرياض عبدالعزيز صالح الربدي أهداف الندوة في تسليط الضوء على الممارسات السلبية في التعامل مع الطعام الفائض والسلوك الغذائي للمجتمع والتجارب الدولية للمنظمات والمؤسسات الخيرية للطعام .

وأشار إلى فكرة إحياء ذكرى سنة الجوع في التطرق لمراحل اجتماعية واقتصادية مرت بها المملكة وتعاون الجميع على معالجتها مؤكداً على واجب استشعار كل مرحلة والنعمة من الله عز وجل التي خص بها هذه البلاد في جوعها إلى مشكلة هدرها .

ومن جانب اخر أوضح عضو اللجنة التنفيذية في ” إطعام ” الرياض علي صالح العثيم أن برامج الجمعية التوعوية وفعالياتها الاجتماعية وشراكاتها مع القطاعات الحكومية والخاصة واستهدافها للمراحل التعليمية عبر برامج مدرسية واستقطاب للطلاب في برنامج ” أجيال إطعام ” و برنامج (لا.. للإسراف) الذي يستهدف السيدات بالإضافة الى البرامج التوعوية المتعددة في المولات..
وأشار العثيم إلى تجربة بنوك الطعام في دول العالم وضرورة تطبيقها بالمملكة وسعي الجمعية إلى بناء شراكات دولية والاستفادة من الخبرات وبناء منظومة عمل متكاملة الأداء والمحتوى واحترافية في المنتج .

وأوضح عضو اللجنة التنفيذية في ” إطعام ” الرياض عادل عبد العزيز القريشي أن مبادرة (100 عام من الجوع إلى الهدر) ترصد عدد من الظواهر الاجتماعية في الزمن السابق والزمن الحالي وكيفية التعامل والتعاون كان في تلك المرحلة والآثار الاقتصادية والاجتماعية التي سببتها ، واليوم ولله الحمد نرفل في نعمة من الله عز وجل وجب علينا شكرها وحفظها للأجيال القادمة .

كما ثمن القريشي رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير الرياض للمبادرة وفعالياتها مؤكداً حرص القيادة الرشيدة على دعم مؤسسات المجتمع المدني في برامجها وأهدافها .
الجدير بالذكر أن جمعية إطعام الرياض تهدف إلى التوعية المجتمعية بحفظ النعمة من خلال منظومة عمل وتدريب وتحقيق مفهوم تكامل اجتماعي ومشاركة تطوعية من شباب وشابات الوطن لخدمة مستفيدين من أسر محتاجة .