أكد وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي ان رؤية المملكة 2030 أولت حماية البيئة والموارد الطبيعية أهمية قصوى لما لحمايته من دور محوري في تحقيق التنمية المستدامة ورفاهية المجتمع، مبيناً ان رؤية الوزارة تستهدف الوصول الى بيئة وموارد طبيعية مستدامة تحقق الأمن المائي وتسهم في الأمن الغذائي وتحسين جودة الحياة .

وقال في كلمته لدى افتتاحه اليوم ورشة العمل الدولية عن مكافحة التصحر والادارة المستدامة للمناطق الجافة المقامة بالرياض والتي ابتداءه بترحيب بالمختصين والخبراء وممثلي المنظمات الدولية ومراكز الأبحاث الوطنية والدولية الذين قدموا من بلدان عديدة للمشاركة وإثراء هذه الورشة العلمية الدولية بما لديهم من خبرات وابتكارات وأفكار واراء والمساهمة في نقاشاتها ومحاورها التي تتناول جوانب متعددة حول سبل وتقنيات تنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر والادارة المستدامة للموارد الطبيعية في المناطق الجافة وهي مواضيع على قدر كبير من الاهمية ليس للمملكة ولكن لكثير من الدول في المنطقة وحول العالم .

واشارالفضلي الى ان الوزارة تعمل من خلال استراتيجياتها وخططها ومبادراتها على تحقيق أعلى مستويات التكامل بين قطاعات البيئة والمياه والزراعة من خلال الادارة المستدامة للموارد الطبيعية الغير متجددة وتعظيم الاستفادةة من المصادر المتجددة والاعتماد على التقنيات الحديثة لرفع الجودة وكفائة الاداء في كافة قطاعات الوزارة ومن هذا المنطلق تهدف الإستراتيجية الوطنية للمياه التي أعدتها الوزارة الى خفض الاستهلاك والحفاظ على المياه الجوفية الغير متجددة وتعزيز الاستفادة من مصادر المياه المتجددة ورفع جودة خدمات المياه كما تهدف استراتيجية الزراعة الى رفع كفائة الانتاج الزراعي والحيواني وخفض استهلاك المياه ودعم التنمية الريفية والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي للمملكة، مشيراً إلى ان الوزارة أنهت إعداد الاستراتيجية الوطنية للبيئة والتي تضمنت تقييما شاملا لكافة مكونات النطاق البيئي ،وعملت مقارنات مرجعية لافضل الممارسات العالمية في العديد من الدول المتقدمة في المجال البيئي ، وحددت الاطر المناسبة والمبادرات والبرامج والممكنات اللازمة لتحقيق أهداف حماية البيئة بمستوى يتماشى مع الاهداف الطموحة لرؤية المملكة 2030.

وذكر ان الوزارة أعدت برنامج المملكة الخضراء الذي يهدف الى بناء القاعدة المعرفية اللازمة والاطار التنفيذي لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر كما أطلقت الوزارة عدة مبادرات لتنمية الغطاء النباتي ومن ضمنها مبادرة تنمية الغابات والمواقع الشجرية والتي تهدف الى زراعة 10 ملايين شجرة وإعادة تاهيل الغطاء النباتي في مساحة 60 الف هكتار بنهاية عام 2020 وتقتصر هذه المبادرة على إستخدام الانواع النباتية المحلية مع استخدام مصادر المياه المتجددة مثل إستخدام تقنيات حصاد الامطار ومياه الصرف المعالجة للمحافظة على مصادر المياه
وأضاف الفضلي ان الوزارة انهت إعداد استراتيجية المراعي والتي تهدف الى الادارة المستدامة للموارد الرعوية من خلال خفض الضغط على المراعي وتنمية الغطاء النباتي في المراعي والتحول الى الانماط الحديثة في تربية المواشي ورفع كفاءة الانتاج الحيواني ، كما تعمل الوزارة على تطوير المتنزهات الوطنية في كافة مناطق المملكة لتكون مراكز للتنوع الاحيائي وايجاد متنفس لافراد المجتمع ودعم السياحة البيئية ، كما أطلقت الوزارة من خلال الهيئة العامة للارصاد وحماية البيئة العديد من المبادرات لتعزيز الرقابة على الالتزام البيئي وخفض التلوث وتوسيع نطاق خدمات الأرصاد.

وأشار الى أن زيادة السكان مع التمدد العمراني والنمو المتسارع في كافة القطاعات التنموية كالصناعة والزراعة والتعدين والنقل والطاقة تفرض على الجميع بذل مزيدا من الجهود لحماية البيئة والحياة الفطرية لنتمكن من تحقيق الاهداف التنموية مع الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

من جانبه قال وكيل الوزارة للبيئة المشرف العام على تنظيم الورشة الدكتور أسامة فقيها ان الورشة تتضمن أربعة محاور علمية رئيسة الاولى إعادة تأهيل المراعي والغابات في المناطق الجافة والادارة المستدامة لها، والمحور الثاني التقنيات المبتكرة لزراعة النباتات المتحملة للملوحة واستخدام الموارد المتجددة في تنمية الغطاء النباتي، والمحور الثالث عن التقنيات وافضل الممارسات العالمية في مكافحة التصحر في المناطق الجافة ،و المحور الرابع يناقش اثار التغير المناخي على التصحر ووسائل التكيف معه.

واشار الى ان الورشة تتضمن 9 جلسات علمية يشارك فيها 39 متحدثاً يمثلون 18 دولة، كما يتضمن البرنامج ثلاث جلسات عصف ذهني بالإضافة الى 22 بحثاً علمياً ستعرض في قسم المعلقات، كما يشارك في الورشة 27 عارضاً من الشركات المتخصصة ومراكز الابحاث ومقدمي الخدمات والجمعيات البيئية.

وقال وكيل الوزارة للزراعة المهندس أحمد العيادة ان التصحر يعتبر واحد من المشكلات التي تواجه المملكة ، وان شح الموارد المتاحة في المملكة وما يرتبط بها من قطاع انتاجي يجعل مكافحة التصحر وادارة القطاع الزراعي بصورة مستدامة تحديا من التحديات التي يجب ان توضع له خطط وبرامج واستراتيجيات تساهم في معالجة هذه المشاكل .

واشار الى ان القطاع الزراعي يسعى الى رفع كفاءة الانتاج باستخدام التقنيات الحديثة، بالاضافة الى تحسين صحة النبات والحيوان وتعزيز مفهوم الصحة البيئية للوقاية من الامراض والافات والحد من التلوث والتكامل مع القطاعات الاخرى عقب ذلك دشن وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي شعار الورشة على خارطة العالم معلنا بذلك انطلاق فعاليات الورشة وجلساتها ثم افتتح المعرض المصاحب للورشة وتجول في اروقته واستمع إلى شرح من القائمين على المعارض المشاركة من داخل المملكة وخارجها.