قالت الأخصائية النفسية والأسرية أنسام سلعوس ، كي نعرف مدى استجابة الابن مع الأم، لا بد في البداية معرفة ماهية قوانينها السائدة في المنزل، إن كانت مُريحة أو صارمة، ومعرفة مدى علاقتها وتواصلها معه، وبهذه العوامل يمكن استنتاج الدافع وراء عدم استجابته لأوامرها .

وأكدت سلعوس أن “عملية بناء الثقة والعلاقة الجيدة مع الابن يتطلبان من الأم جهداً كبيراً، والأمر كذلك في بناء التواصل الفعال، وضمان تطبيقه في المراحل الأولى من عمره. وهناك بعض الأمور التي يتوجب عليها القيام بها نحوه، من حيث استماعها الجيد له، وقدرتها على فهمه وإعطائه مساحة للتعبير عن رأيه، وأخطائه، وأهدافه، ومشاعره، وكل ما يرغب قوله لها، وأن يجد القبول والتقبُّل المطلق منها مهما بلغت إساءاته، والاستمرار بقول: “أحبك” بشكل متواصل، وتعويده على سماع كلام الحب والتغني به وبذكائه واجتهاده”.

فكيف يستجيب لها؟

الحلول كثيرة جداً، ولكن أهمها، امتلاك الأم لمهارة بناء الثقة بينها وبين ابنها، ومنحه الحب قولاً وفعلاً، حتى وإن لم يعجبها سلوكه الذي قام به وأزعجها، حتماً تلك الأمور ستُجدي معها نفعاً.

فالاستماع له بتركيز وإنصات، وتفهُّم حاجاته، وخصوصياته، ثم الأخذ برأيه، واحتوائه، ومشاركته مشاعر غضبه وعدم الاستخفاف بها واحترامها والتفاعل معها بدلاً من إسداء النصائح له، أمور مهمة جداً، إذ بغير هذه الطرق قد يلجأ لأحد أصدقائه الذين يتناغمون مع مشاعره بدلاً من وجوب تفريغها لأمه التي ليس من واجباتها إلا تقديم التوجيهات والإرشادات.

ومن الأمور الأخرى التي ذكرتها سلعوس، مدى صدق الأم مع طفلها، وإيفائها بما تعِدُه به من مكافآت وهدايا مقابل سلوكياته الصحيحة؛ فتلك من أساسيات بناء الثقة بينهما، التي ستعكس استجابته لها، لا لأوامرها فقط.