أوضحت الكاتبة عزة السبيعي أنها درست أصول الدين والفقه لمدة سبع سنوات من عمرها تقريبًا، قائلة : ” وهي بالنسبة لي كافية للحديث في زاويتي الهادئة، حول المناهج الدينية بالتقاطات صغيرة تسمح بها مساحة المقال “.

وقالت السبيعي في مقالها وعنوانها ” رغم أنف أبي ذر مناهجنا الدينية 1 ” : ” دعوني أؤكد أمرًا، وهو أن مُعدّي المناهج الدينية مهتمون بالعقوبات وإقامة الحدود، لذا ستجد كثيرا من الدروس في المرحلة الثانوية خاصة، تركز على أهمية إقامة الحد، وقبلها تدفع الطالب إلى حفظ الصفة التي يرى مُعدّ المنهج أن مرتكب الكبيرة أو الخطيئة يستحقها، لذا، ستمر بك وأنت تقلب الصفحات كلمات مثل: فاسق، كافر، عاهر، مستحل لحرمات الله، وغير ذلك من العبارات التي غالبا تبقى في ذهن المراهق وتطبع سلوكه “.

وأضافت : ” على كل حال، لست هنا لأشير إلى عمق تأثير ذلك على مراهق، بل لأشير إلى حديث لا يمكن أن تجده في كتب الدين أو مناهجه، ولا حتى في مادة الثقافة الإسلامية في الجامعات ” ذلك في مقالها المنشور بـ ” الوطن “.
.

وأشارت إلى حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، يشير إلى نقاش حرّ بينه وبين أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- رواه البخاري، قال فيه صلى الله عليه وسلم: ” ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق، قال: وإن زنى وإن سرق، قلت: وإن زنى وإن سرق، قال: وإن زنى وإن سرق، ثلاثا، ثم قال في الرابعة: على رغم أنف أبي ذر، قال فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر. ”

وأضافت : ” عن هذا الاختلاف في موقفي الرسول وأبي ذر تقول الكاتبة المغربية الدكتورة ألفة يوسف عنه ” إن موقفي الرسول وأبي ذر من القانون مختلفان: فالأول يرى القانون وسيلة نسبية لتنظيم العلاقات، بينما يرى الثاني أن القانون وسيلة لتقييم الذات البشرية “.

وأنهت مقالها قائلة : ” لاحظ هنا، أن المناهج الدينية بما سبق تسير بالطلاب في مسار أبي ذر، وليس مساره -صلى الله عليه وسلم- رغم غنى المسار النبوي بمنهج تربوي قادر على خلق كائن لا يحكم على الناس، وهو بالمناسبة غاية البشرية من التربية والإنشاء للأجيال القادمة، كما أنها ترسل رسالة إلى الطالب سنتحدث عنها، غدا إن شاء الله “.