لم تعد لعبة قطرية باطنة كما كانت تنطلي على البعض في أوقات مضت، إنما أصبحت أمرًا مكشوفًا وسلاحًا وحيدًا تحاول الدوحة توجيهه في ظل عزلتها كلياً، فالإعلام القطري عن طريق قناة الجزيرة، كان أحد أذرع الدوحة في نشر الفتنة وبث الفوضى في الوطن العربي، من خلال أذرعها المدعومة، إلا أن عدداً من المختصين طالبوا بضرورة أخذ عدد من التدابير لقطع نفوذ هذا الإعلام التحريضي، رغم الوعي التام الذي لوحظ في الرأي العام تجاه أكاذيب إعلام قطر اللا مهني.

قطر حاولت عبر عقدين من الزمن، أن تكون جزءاً من الضلال، بنشر الأكاذيب ومساندة القيادات الإرهابية المحظورة دوليًا وإعلاميًا، وبث أكاذيب مضللة للعالم عن المنطقة العربية بكاملها، ولا تتوقف قطر عن محاولاتها نشر الفوضى بشتي أنحاء العالم ، ولا يدع نظام الحمدين قارة إلا وسعى للتمدد فيها تحقيقا للأجندة الإيرانية الساعية لنشر مذهبها فضلا عن تحقيق أكبر قدر ممكن من الفوضى يمكن أن يؤثر على استقرار الدول .

وجندت قطر كتائب إلكترونية، واشترت دعاة مؤدلجين وصحافيين للانقضاض على السلطة الرابعة، والتي قامت بدورها التاريخي في فضح هذه الممارسات المتطرفة.

وتشير عدة تقارير إلي أن حجم التمويل القطري المبدئي لإرهاب بلغ نحو 65 مليار دولار منذ عام 2010، وهو مبلغ هائل كان كفيلًا بإضافة مدارس ومستشفيات للمواطن القطري أو حتي توفيره للمواطنين نقدًا، وكان يمكن أن يغير شعوب فقيرة، لو أحسن استغلاله.

وفي محاولة جديدة لبث سموم قطر في أفريقيا، أعلن كريم واد نجل الرئيس السنغالي الأسبق ترشحه للانتخابات الرئاسية وذلك من مقر إقامته بالدوحة.

وأشارت صحيفة ” جون أفريك ” الفرنسية إلى أن كريم واد المقيم في قطر منذ أكثر من عامين، أعلن مساء الثلاثاء ، رغبته في الترشح أمام الرئيس الحالي ماكي سال في الانتخابات الرئاسية المقررة فبراير 2019.

وكانت تقارير إعلامية سابقة، قد حذرت من أن ترشح كريم واد، سيقود البلاد إلى بحور من الدماء، مشيرة إلى أن عودته إلى البلاد يعد أمرا خطيرا على مستقبل السنغال، كما اتهمت وسائل الإعلام السنغالية، قطر بالتواطؤ مع واد، لخداع الشعب السنغالي، وعودة واد إلى البلاد مرة أخرى، تمهيدا لتوليه الحكم.

وكانت ” جون أفريك ” قد نقلت مخاوف الشعب السنغالي في تقرير سابق، بأن التحركات القطرية الساعية للدفع بواد للانتخابات الرئاسية في السنغال المقررة عام 2019، تثير مخاوف الأوساط السياسية، التي تخشى من أن يكون واد أداة الدوحة للهيمنة على البلاد.

وكريم واد (49 عاما) هو نجل الرئيس السنغالي السابق عبدالله واد الذي حكم البلاد (2000-2012)، حيث اتهمته السلطات السنغالية في قضايا فساد عدة، وكسب غير مشروع، وفي مارس 2015 حُكِم على واد بالسجن 6 سنوات، وغرامة قيمتها 210 ملايين للثراء غير المشروع، إلا أنه بتدخل أمير قطر تم العفو عنه بعد نحو سنوات في سجن داكار، إلا أنه بمجرد إطلاق سراحه غادر بعد ساعات إلى الدوحة.

وفي هذا الشأن، قال ناشط سياسي سنغالي آوا بارد، لموقع ” سينيجو ” السنغالي الناطق بالفرنسي إن ” الحزب الديمقراطي السنغالي يسخر من الشعب بالدفع بكريم واد للترشح، مشيراً إلى أنهم يعلمون جيداً، أن واد خرج بصفقة بين أمير قطر والحكومة السنغالية، مقابل عدم عودته للبلاد، إلا أن الدوحة بذلك نقضت وعدها ” .

وتابع أن ” كريم واد غير مؤهل لأن يصبح رئيساً للبلاد، والجميع يعرف جيداً أن عودته ستشعل النيران في البلاد، وتجرها إلى حمام من الدماء ” .

ولفت الناشط السنغالي إلى أنه فيما يتعلق بالغرامة المفروضة على واد، فبالطبع سيطلبها من أمير قطر لسدادها مقابل إطلاق أيدي الدوحة في البلاد، متسائلاً ” أي لعبة تريد أن تلعبها يا واد مع أمير قطر؟ ” .

وأضاف أن ” كريم واد وقطر يخدعان الشعب السنغالي، إلا أن الشعب أكثر وعياً ونضجاً من أن يقع في ذلك الفخ ” .

واعتبرت الدكتورة منى عمر المبعوث الرئيس المصري السابق للدول الأفريقية أن إعلان كريم واد ترشحه لرئاسة السنغال من قطر لم يكن ليتم دون معرفة نظام الحمدين الذي يريد أن يجعل من السنغال نقطة تابعة لسياساته المارقة بالقارة الأفريقية .