تتعرض ضحايا العنف الأسري للتعذيب والإهانة، وقالت إحدى الضحايا البالغة من العمر 27 عاما: “صبرت على الضرب المتوالي لمدة 6 سنوات تعرضت فيها وطفلتها لأشد أنواع التعذيب من زوج متعاطٍ للمخدرات لا يفقه في التعامل الزوجي إلا القسوة”.

وقالت ضحية أخرى والتي بدأت معاناتها بوفاة زوجها تاركا لها طفلين وهنا كان قرار اسرة زوجها بإلزامها بالزواج من شقيقه حفاظا على أطفاله ورفضت لتتزوج من شخص خارج العائلة وهنا كانت المعضلة حيث كان الحكم لهم بالحضانة، وتعرض أطفالها لمختلف أنواع العنف جسديا ولفظيا حيث إن المسكرات موجودة بين عائلة زوجها الأول ونتيجة ذلك هرب أطفالها من منزل أسرة والدهم ولكي تتمكن من حضانتهم اضطرت للطلاق من زوجها الثاني من أجل أطفالها لتتواصل مع جمعية حماية التي دعمتها ماديا ووفرت لها السكن المناسب وتابعت الدراسة وكذلك أطفالها لتصبح ابنتها طالبة بالصف الثالث ثانوي ومن المواهب الناجحة.

وأوضحت ضحية ثالثة، قررت يوما الانتحار واعتبرته الحل الأمثل لأنها كانت تحت وطأة زوج معنف يكبرها بثلاثين عاماً ويعتقد أنه يربي طفلة صغيرة ويجب أن يكون الضرب مستمرًا ونتيجة للضغط النفسي الذي تعرضت له بدأ ذلك ينعكس على أبنائها حيث تنهال هي الأخرى عليهم ضربًا والنتيجة كراهية من أبنائها لها، ورغم مرور السنين فهي اليوم تحاول جاهدة بمساعدة اختصاصيات الجمعية إعادة جسر التواصل بينها وبين أبنائها وبناتها، بحسب “المدينة”.

وأوضحت أنها كانت في وضع مأساوي فأسرتها ترفض الطلاق مهما بلغت الأسباب وعظمت المسببات لأنهم يعتبرونه عارًا أما التقدم بشكوى لأقسام الشرطة فيعد جرم لايمكن التهاون به فالعبارة الدارجة وهو العرف الثابت “ليس لدينا بنات يدخلن أقسام الشرطة”فحاولت كثيرًا إيذاء نفسها بمحاولاتها المتكررة بالانتحار إلا أن اختصاصيات الجمعية ساعدتها لتجاوز ذلك الفكر علاجا ومتابعة وتنمية قدرات حتى أصبحت ماهرة في تركيب العطور بمختلف انواعها ضمن برامج الأسر المنتجة.