ذاعت في الفترة الماضية، مقاطع حول حكم شرب الماء واقفا، مما أثار جدل حول صحة الحديث النبوي، وموافقته للرأي العلمي، وتحدث فيه كثير من غير المتخصصين، فيما شدد البعض، على أن شرب الماء، بوضع الوقوف منهي عنه، وأن شرب الماء أثناء الجلوس يفتت الحصوات، ويوصل الماء إلى الركبة، فيحافظ ذلك على سلامة المعدة، أنكره آخرون.

وفي هذا السياق، أوضح استشاري رئيس قسم جراحة المسالك، في مدينة الملك فهد الطبية، بالرياض، الدكتور بدر المسيعيد، أن كل هذه الادعاءات حول الفوائد الطبية، ليس لها أي أساس علمي، قائلًا: ” لا توجد حاليًا، أي أبحاث علمية، أثبتت هذه الفرضيات، وإنما هي مجرد تكهناتـ لا أساس لها من الصحة، ولدى البعض مشكلة، إذا ما وجدوا تجاه قضية ما، مدخلًا دينيا؛ ليقوم بتحليل الأمر وفق منظور طبي ” .

كما أشار إلى أن مثل هذه الفرضيات، قبل أن تثبت يجب أن تناقش في سلسلة من الأبحاث العلمية، ولا يكفي لإثباتها بحث علمي واحد، قائلًا: ” لا يوجد بحث واحد، يثبت مخاطر شرب الماء، بوضع الوقوف على حد علمه ” .

أما على صعيد آخر، أوضح استشاري كلى الأطفال، في مدينة الملك فهد الطبية، الدكتور عبدالكريم العنزي، الدكتور عبدالكريم العنزي، أنه لا يوجد أي تحفظ، لدى الأطباء على طريقة الشرب، ولا توجد نصيحة طبية تقول إن على الشخص شرب الماء وهو جالس، وإن شرب الماء أثناء الوقوف، يؤدي إلى مخاطر معينة بناء على حقائق علمية.

فيما ذكر جراح الجهاز الهضمي، استشاري جراحة الأورام، الدكتور يوسف العبدالكريم، أنه لا يوجد إثبات علمي، يُفيد بأن لشرب الماء أثناء الوقوف، تأثيرًا على صحة الجسم، مقارنة بالشرب أثناء الجلوس، إلا أن شرب كميات كبيرة من المياه، أثناء الوقوف دفعة واحدة؛ يسبب انتفاخًا في المعدة، يوصل إلى ترهلها مستقبلاً، أما إذا شرب الشخص دفعات متتالية وهو واقف فلا تتسبب في ذلك.

وفيما يخص الشريعة، قال عضو الدعوة والإرشاد، في وزارة الشؤون الإسلامية، في منطقة مكة المكرمة حمود بن منديل الدوسري، أن شرب الماء واقفاً حكمه الجواز، وهناك أحاديث للرسول، صلى الله عليه وسلم، بأنه نهى وزجر من يشرب أثناء الوقوف، ومنها ما هو صحيح في البخاري ومسلم، وهناك أحاديث صحيحة أخرى تثبت أنه شرب قائماً، والعلماء جمعوا بين هذه الروايات، وقالوا إن النهي هنا ليس للتحريم، وإنما للإرشاد.

وتابع ” الدوسري ” حديثه: حديث ” لا يشربن أحد منكم قائماً، فمن نسي فليستقئ ” هو حديث صحيح، إلا أن هناك زيادة ضعفها، بعض الحفاظ الكبار في جملة ” فمن نسي فليستقئ ” ؛ لأن الرسول شرب وهو قائم.

مشيرًا إلى أن حديث أن النبي، صلى الله عليه وسلم، رأى رجلًا يشرب واقفًا، فقال له قه، فقال لماذا أقه يا رسول الله، فقال: ” قه أتريد أن يشرب معك الهر؟ ، لقد شرب معك من هو أشد منه الشيطان ” ، فلفت الحمود إلى أنه وإن ثبت إسناده إلا أن بعض العلماء، ذكر أنه منسوخ، وبعضهم ذكر أن الإجماع، يمنع أن يعرض الإنسان نفسه للضرر بالاستيقاء.