قال الكاتب والباحث السعودي فهد سليمان الشقيران: ” تعتبر إشكالية تصور مفهوم للدولة في التراث الإسلامي من أبرز ما انشغل به المفكرون في العصر الحديث؛ إلا أن ذلك القلق لم يصنع نموذجاً بديلاً للمسلمين يمكنهم من الوقوف ممانعين بوجه التطبيقات الناجحة لمفاهيم كبرى ساهمت في تمتين الدولة الحديثة على النحو الذي حدث بالتجارب العلمانية الأوروبية.

وأضاف خلال مقال له بجريدة الشرق الأوسط: ” وإلى اليوم والتيارات الراديكالية الإسلاموية تنطلق في أدبياتها من خلال مفهوم الدولة، سواء بحلم الدولة الإسلامية والتطبيقات التاريخية، أو بخيالات عودة الخلافة بأمميتها… ولا يمكن إغفال قلق المسلمين تجاه الدولة الحديثة تلك التي تكوّنت بعد الثورتين الإنجليزية ثم تلتها الفرنسية بقرنٍ من الزمان، حينها تخلّق مفهوم علمنة الدولة انطلاقاً من إشكالية دينية مسيحية بلا شك لكنه تحوّل إلى نمط حكم مهم جعل الإدارة السياسية أكثر إنسانية وأقدر على تطبيق القانون، وأجدر بضبط التفاوتات بين الناس، وهو مفهوم لم ينبت كالكمأة بل له جذوره وأطواره وتاريخه، كذلك الأمر في فصل السلطات الذي تعتمده الدولة الحديثة اليوم، فهو قديم تم استلهامه من تطبيقات القبائل الجرمانية ”.