في التسعينات أحب مهندس مصري من أسرة غنية فتاة من حي شعبي فتزوجها وانتقلا للعيش في حي راقي لكن الفتاة كانت معتادة على الزعاريد في كل شيء حتى سببت الإحراج لزوجها فطلقها !! فحاولت الزوجة التوسط عند القاضي بأن يرجعها وبعد إلحاح وافق الزوج فزغردت زغردة هزت أرجاء المحكمة!! والطبع غلاب فمن تربى ربع قرن على أمر كيف تغيره في يوم وليلة ؟!

لهذا من الحكمة وعين العقل برأيي الشخصي أن يعرف الرجل قبل الزواج طباع المرأة التي يتزوجها قبل البحث عن حسبها وجمالها وتعليمها فالحب قد يكون علاقة قلوب فحسب أما الزواج فهو علاقة قلوب وعقول وعوائل وعادات .. فقد يتوافق القلبان في حبهما لكن العادات لها وجه آخر قد لا يقلبه الطرفان؛ وأذكر أن أحد الجيران حولنا من أسرة كل نسائها يغطين وجهوهن فلما تزوج الرجل وزُفت زوجته إليه خرجت إلى سيارته كاشفة الوجه على مرأى الناس فحاول الزوج وأسرته اقناعها بتغطية الوجه لكن الزوجة قالت هذه قناعتي وأن الحجاب دون الوجه .. فمضيا إلى حياتهما الجديدة وكل منها يفكر في تغيير الآخر !!

فزنزانة العادات وطباع النفوس أقوى من أن تتغير أو تتبدل حتى وإن كانت المتغيرات إيجابية وحتى إن زعما أن حبهما أكبر من كل العادات والقيود وخذ مثلاً ما حدث مع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه حين تزوج ميسون بنت بحدل وكانت امرأة عاشت وترعرعت في نسيم البادية وأحضانها فلما تزوجت معاوية وانتقلت إلى ربى الشام وقصورها لم تحتمل ذلك واشتاقت لقديم عهدها على فخامة القصور فتطلقت من معاوية لترجع لحياتها البسيطة !!

ومثلها اعتماد زوجة المعتمد بن عباد ملك إشبيلية فقد اشتاقت وهي في ترف القصور أن تلعب وتدوس على الطين كما كانت في سابق صغرها وماضي فقرها فأتى المعتمد لها بالمسك والكافور وماء الورد وصيّره طيناً لتدوس عليه اعتماد وتلعب كما اعتادت !!