لكي تصل إلى القمة عليك أولاً البدء من القاع والتخطيط الجيد للإنطلاق نحو القمة بخطواتِ ثابته ومحسوبة وهذا ما قامت به الدول المتقدمة تكنولوجياً وصناعياً ، نحن نبحث عن انجازِ وطني في التكنولوجيا وغزو الفضاء فقد تأخرنا كثيراً في ذلك فسبقنا كثيرون حققوا معجزاتِ يعجزُ اللسان عن ذكرها ، تأخرنا يعود لجملة من الأسباب وتميز السابقون يعود لجملة من الأسباب أيضاً ولكي تتقدم خطوة عليك التفكير جيداً في كل شيء والبحث الجاد عن حلولِ عملية تُسهم في حل العقبات التي قد تعترض الطريق وتوقف الحلم الذي طالما حلِمنا به ، ينقصنا لكي نتقدم تكنولوجياً ونُطلق مركبات الفضاء الخبرة فخبرتنا لم تتشكل بعد وتواصل الجهات المعنية مع الدول المتقدمة في ذلك المجال لا يستطيع أحدُ التكهن بها رغم وجود اتفاقيات ثنائية في ذلك المجال ، لن نخطو خطوة واحدة في مجال التكنولوجيا والصناعة والعلوم الخ ونحن نفرح ونُصفق لفعالياتِ مستنسخة وبرامج عقيمة تُقام بين فينةِ وأخرى فمبالغ تلك الفعاليات والبرامج كفيلةُ بإحداث نقلة نوعية فيما ننشده إذا وجدت الرغبة والتخطيط والتنفيذ السليم ، لا شك أن الرغبة موجوده خصوصاً ونحن نرفع شعار “عنان السماء ” لكن تلك الرغبة ينقصها وجود البنية التحتية فالرغبة وحدها لا تكفي وهذه هي الحقيقة.

أي مدينةِ في العالم يجب أن يكون لديها بُنية تحتية من طرق وشبكات مياه وصرف صحي وكهرباء وهاتف ومدارس ومستشفيات الخ تلك البنية التحتية تسهم في استقطاب الأفراد وتجعل المدينة صالحة للسكن وقبلة متميزة اذا كانت البنية التحتية ذات مناعةِ قويةِ أي لا تغرق في شبر ماء ولا تُصاب بمرض البيروقراطية وسوء الإدارة والتنفيذ ، ذلك المثال البسيط يقودنا إلى أهمية وجود بُنية تحتية إذا آردنا الإنطلاق والوقوف بجانب الدول المتقدمة صناعياً وتكنولوجياً و المقصود بالبُنية التحتية هنا هي وجود معاهد وكليات علمية وهذا موجود لكن ينقص ذلك الوجود الخطط التطويرية وتبادل الخبرات أيضاً لا بد من وجود جهةِ تشرف على البحث العلمي بدلاً من التشتت الحاصل ولا يكفي للإبداع وجود مؤسسة واحدة ترعى المواهب بشكلِ تقليدي ، أشياء كثيرة يجب توفرها إذا آردنا غزو الفضاء فالمسألة حسابية رياضية فيزيائية وكذلك اذا آردنا الدخول بنادي الصناعات التكنولوجية والثقيلة يجب ان يكون لدينا ايدي ماهره ومواد خام وبنية تحتية تحتمل طموحنا الذي لا حدود له ، نشعر بالفخر عندما تمتلك بعضنا رغبة الإبداع ونُصاب بالحزن عندما نرى حلم الإبداع ينهار بسبب عدم وجود أرضية صلبة تحتمله وهنا مكمن الخلل الذي يقتل كل محاولة إبداع مهما كان حجمها ومستوى تأثيرها ..