أكد معالي وزير المالية الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان أن الاقتصاد في المملكة تحول من النمو السلبي في عام 2017 إلى النمو الإيجابي في السنة الحالية لعام 2018، مبينًا أنه لازال أمامنا مشوار طويل في رحلة تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقر وزارة المالية اليوم بمناسبة إعلان الميزانية العامة للمملكة للعام المالي 1440/ 1441 هـ (2019)، متناولاً نتائج ميزانية 2018 وكذلك نتائج ميزانية 2019 وركائزها وأرقمها.
وأفاد معاليه أن التحول في نتائج ميزانية 2018 ليست في الناتج المحلي النفطي وإنما في الجانب المهم في مسيرة التحول الاقتصادي للمملكة والمتمثل في الناتج المحلي غير النفطي، مفيداً أن العديد من المؤسسات المالية الدولية تُثني على ما تحقق خلال هذا العام، وهذا يؤكد نجاح السياسات المالية والاقتصادية.
وأفاد الجدعان أنه تم تحفيز القطاع الخاص الشريك الأساسي في النمو الاقتصادي، وقد تم الانتهاء من مرحلة حزم التحفيز وبدأنا بمرحلة التمكين، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة حظيت بنصيب كبير، فقد تم إعادة الرسوم الحكومية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وكذلك معالجة موضوع سداد المتأخرات للقطاع الخاص، حيث وعدت الحكومة أن يكون السداد خلال 60 يوماً ، وقد أوفت بوعدها في ذلك، مبيناً أنه تم سداد 97% من فواتير القطاع الخاص إلى 30 يوماً و99% خلال 60 يوم.
وبين أن الحكومة أنهت المنازعات بينها وبين (3) شركات من قطاع الاتصالات، ووقعت اتفاقية تسوية بهدف تعزيز التنمية، وتنازلت عن عدد كبير من المستحقات مقابل التزام هذه الشركات في تطوير البنية التحتية ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وتمكين الاقتصاد من النمو.
وأبان وزير المالية أن من نتائج 2018 بلغت النفقات في نهايتها تريليون وثلاثين مليار ريال بزيادة تقدر 5%، ويعود ذلك إلى ما صدر فيه من الأمر الملكي الكريم بداية هذا العام بدفع بدل غلاء المعيشة والعلاوة السنوية، متوقعاً أن ينتهي هذا العام بإيرادات قدرها 895 مليار ريال بزيادة 29% مقارنة بالعام السابق، وأن يسجل إجمالي الدين العم 560 مليار ريال أي ما يعادل نحو 19% من الناتج المحلي الإجمالي وهو الرقم الأقل على مستوى مجموعة الدول العشرين.

وتحدث معالي وزير المالية عن ركائز ميزانية 2019 وقال: ” بدأنا العمل في إعداد ميزانية 2019 من بداية هذه السنة أي تقريبًا منذ 11 شهرًا ونصف، بمشاركة مجموعة كبيرة من الجهات الحكومية ، وهناك تبادل بالأفكار في كيفية رفع الكفاءة، وتمكين الأجهزة الحكومية من تحقيق مستهدفاتها وبرامجها ومشاريعها بكفاءة أعلى، فجميع المشاريع خاضعة لقياس أساسي وهو كيف ستؤدي هذه المشاريع إلى مستهدفات رؤية المملكة 2030 ” .
وبين معاليه أن ميزانية 2019 اعتمدت على ثلاثة ركائز، الأولى منها خدمة المواطنين، حيث وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – الجهاز التنفيذي في الحكومة بأن تكون الخدمات المقدمة للمواطنين متميزة، مفيداً أن هناك ثورة صناعية رابعة للتقنية تستثمر الحكومة فيها وبشكل كبير كقطاع النقل، والصحة، والمياه، والقطاعات المتعددة، وقد وفرت الدولة ميزانيات كبيرة لها.
وأوضح معاليه أن الركيزة الثانية لميزانية 2019 التي بُني عليها التخطيط ، تتمثل في الاستمرار بالتركيز على الاستدامة المالية، وكفاءة الإنفاق الذي يعد عنصرًا أساسيًا في هذا الجانب, مشيرًا إلى استهداف السيطرة على العجز ودعم القطاع الخاص بالاستمرار في تمكينه للقيام بدوره الأساسي في رحلة التغير والتطور الاقتصادي المستهدف في رؤية المملكة، وتحسين الأداء الحكومي وبالذات ما يتعلق بالموارد البشرية، مبينًا أنها ستوفر ميزانيات كافية للتدريب وتنمية المهارات لموظفي القطاع العام لتمكنيهم من رفع الأداء.
وأكد الجدعان أن الركيزة الثالثة للميزانية هي الشفافية ، موضحا أن حكومة خادم الحرمين الشريفين عازمة على الاستمرار في توفير المزيد من البيانات المالية، وغيرها للمواطنين والمهتمين والمحللين، مشيرًا إلى أن الحكومة وفرت تقارير ربعية عن أداء الميزانية.
وقال معاليه : وزارة المالية نشرت لأول مرة على مستوى المنطقة البيان التمهيدي لميزانية الدولة لعام 2019 قبل إعلان الميزانية بثلاثة أشهر، والهدف هو تمكين المهتمين والمحللين في القطاع الخاص من معرفة توجهات المالية العامة للدولة، وبذلك تحسين قدرتهم على التخطيط، متمنياً تحقيق المزيد من الإفصاح خلال العام المالي القادم والسنوات القادمة.