في اليوم العالمي للغة العربية، كان ابن الحنبلي من أكثر الناس تعصبًا للفصحى، فما وصل إليه غاية في الاتقان والفصاحة، خاصًة وأنه كشف عن أشهر كلمات عامية ولكنها في الأصل عربية فصحى؛ إذ تحدث عن لفظ ” عجوز ” الذي يقال للرجل والمرأة معًا.
ويشير ما ورد في كتاب الحنبلي، ونقلاً من أحد أقدم الرواة عند العرب، وهو يونس بن حبيب (90-183) للهجرة، يقول: ” سمعتُ العرب تقول: فرسة وعجوزة، وذلك منهم إرادة لتوكيد التأنيث ” ، ومثلها: عطشانة، عوضًا من عطشى، ونقلها معجم العين ” امرأة عطشانة ” وهي من الألفاظ المنتمية كلها، إلى العامي، فيما هي من الفصيح الصريح.
وأكد أن جملة ” افعَل هذا إمّا لا ” ذات أساس فصيح مصدره حذف وتعويض، وليس عامية، وكذلك تأنيث الحمَّام، وكسر حرف المضارعة في كلمات عامّية من مثل: يِشرب ويِطرب ونِشرب وأنتَ تِشرب، الكلمات التي تلفظ على هذه الشاكلة في كثير من البلدان العربية، يقول ابن الحنبلي إنها ليست من العامية، وكذلك ” غلقت الباب ” وهي لغةٌ في أغلقته، والقول ” مَرَة ” عن المرأة، والتي تعد من أشهر العاميات، إلا أن تفحصًا بسيطًا للمعجم يظهر فصاحتها، وعن ما يلفظه المصريون وأهل الخليج في: هُوّه، بمعنى هو، أو هِيّه، بمعنى هي، يقول ابن الحنبلي إنه ” جائزٌ نثرًا ونظمًا. ”

كما صاحب كتاب ابن الحنبلي كتاب آخر الذي سهل الاستعمال اللغوي، وهو كتاب ” شرح درة الغواص في أوهام الخواص ” للخفاجي، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر المصري الحنفي، والذي يعتبر من المصنفات التي وضعت للرد على تشدد اللغويين، فانتقد فيه كتاب ” درة الغواص في أوهام الخواص ” لأبي محمد الحريري، فألف كتابه ردًا منتقدًا تشدده في تحديد الصواب في اللغة، عارضا هو الآخر لمجموعة واسعة من المفردات والصيغ.