من رزق الصبر فقد رزق الخير الكثير ، ولا يعلم قيمة وأهمية هذا الرزق إلا الصابر ، وهي نعمة تغبن من رزقها وترجوها لنفسك وتحاول جاهدا أن تكستب هذه الصفة المميزة لمن اكتسبوها ، فالصابر لا يخسر أصحابه كالمتسرع الذي يخسرهم لخطأ بسيط ، بل إنه يعطي أعذار لصاحبه لا حصر لها ويقدم الظن الحسن دائما ، ولا تراه يسيء الظن بأحد نهائيا ، وتراه متريثا في اتخاذ قراراته ومميزا في تعاملاته ، وعلى النقيض ترى المتسرع يخسر أصحابه وربما بسبب تسرعه يخسر أعزهم عنده بشكل يقطع كل أمل في رجوع العلاقة بينهما لسابق عهدها ، كم أنه بعد كل موقف يشعر بالندم ويتمنى لو أنه لم يفعل ما فعل ، ويعاتب نفسه ويلومها وأنه لو صبر لكان خيرا له ، الصبر نعمة عظيمة والتسرع نقمة أليمة ، ويكفيك أن القرآن وصف من أحسنوا وصبروا بأنهم ذو حظ عظيم فقال تعالى : (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم (٣٥) وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) .