لم تقتصر جرائم النظام التركي على تواطئه السياسي لبث الصراع في الشرق الأوسط والتحريض على الإرهاب ، لكنه إتجه إلى بني وطنه المثقفين والعلماء منهم و كل الويل لمن”يعبر عن رأيه ” وينتقد ” أردوغان ” .
إنها كلمات تلخص حكاية الألاف من الأكاديميين والصحفيين الذين دفعتهم ألسنتهم سهواً ربما أو غيظاً لنقد رئيسهم ليكون مصيرهم الإعتقال أو الهرب أو حيث لا يعلمون .

ويقول أحد ضحايا النظام التركي الفاسد ” إيمري أوزلو ” والذي هرب من بلاده عام 2014 عبر أحد المطارات قبيل صدور حكم بإعتقاله حيث فطن إليه بعد وصول ” رجل المهام القذرة ” “مجاهد أرسلان” مساعد ” أردوغان ” والمختص بتنفيذ قرارت الفصل من العمل أو الإعتقال حيث أمر إدارة الجامعة بفصل ” أوزلو ” بمجرد أن عبر عن رأيه .

وكشف ” أوزلو ” في تصريحات له أنه أصبح هدفاً للرئيس التركي بعد أن فضح دعمه للإرهاب و تواطؤه مع جماعات متشددة في سوريا، من خلال استخدامه لهيئات المساعدات الإنسانية في نقل مساعدات لهم .

وأضاف أن حاله يعتبر أفضل من آلاف الصحفيين والأكادميين المطاردين والذين هربوا عن طريق اليونان إلى بلاد أخرى وقد لا يستطيعوا الحصول على صفة لاجئ ويواجههوا حياة مستحيلة .

وقال أنه حتى الهاربين لا يسلموا من تتبع الرئيس التركي الذي يتباهى بعودة أكثر من 80 هارب بالقوة الجبرية والمصالح الدبلوماسية لإعادة تعذيبهم وإعتقالهم في السجون التركية ، وكان أبرزهم ترحيل رجل الدين التركي ” فتح الله غولن ” من أميركا وإعادته إلى تركيا، مقابل ملايين الدولارات ، حيث فتح المدعي العام الأمريكي التحقيق في هذه القضية .

الجدير بالذكر أنه منذ تولي أردوغان الحكم عام 2014، تم التحقيق مع 68,827 شخصا بتهمة ” إهانة الرئيس ” بعد نقدهم له ، فيما وجهت الإتهامات رسميا ضد 12,839، وتمت معاقبة 3414 شخصا بالسجن، ولا تزال محاكمة أكثر من 3 آلاف شخص مستمرة .