بما أني امتهنت مهنة الصحافة فأنا أعلم جيداً مدى صعوبة العمل الصحفي – الذي يعتبر بالمناسبة أصعب وظيفة في العالم – وليست الصعوبة فيه بسبب البحث عن الأخبار الحصرية فحسب وإنما أيضاً عن مدى خطورة الخطأ فيه فكل كلمة محسوبة على صاحبها وكل خطأ فيه بعشرة؛ ومع ذلك لم تنجُ كثير من الصحف حتى الكبيرة منها في الوقوع بأخطاء أحدثت أزمات سياسية وشعبية

ومن تلك الأخطاء الفادحة والطريفة التي جمعها منذر الأسعد في كتابه الماتع طرائف الأخطاء الصحفية؛ خبر نقل في إحدى الصحف عن جولة وزيرة الشؤون الاجتماعية المصرية حكمت أبو زيد في كفر الشيخ؛ ونـُقل الخبر حينئذ في الصحيفة بعنوان ( حكمت أبو زيد ” تتبول ” في كفر الشيخ ) وطبعاً المقصود تتجول !!

وفي الأهرام المصرية كُتب خبر عن استقبال الملك فؤاد لضيوفه بهذا النص ( استقبل جلالة الملك فؤاد ضيوفه في قصره ” العاهر ” ) بدلاً من العامر !! وخبر آخر أشار إلى قبول الرئيس ريجان استقالة وزير الطاقة لكن الخبر جاء بمعنى ٱخر تماماً ( ريجان يقبل وزيرة الطاقة ) وحذفت كلمة استقالة سهواً !!

وفي خبر أشار لعودة وزير الأوقاف والشؤون الدينية ذكر الخبر هكذا ( عورة وزير الاوقاف) وذات يوم رعت حرم الوزير حفل التخرج في إحدى الكليات فجاء الخبر ( استقبلت ” الكلبة “حرم معالي الوزير أفواج الطلبة ) وطبعا المقصود الكلية وليست الكلبة !!

والأطرف من بين كل هذه الأخبار ما حدث مع صحيفة الأخبار المصرية حين سيق لنائب رئيس التحرير خبر نعي وفاة في وقت متأخر وكانت طبعة الصحيفة قد انتهت لكنه حرج من صاحب الطلب فرفع الورقة إلى العاملين في القسم وكتب في حاشيتها بعد خبر النعي إن كان له مكان ، ومن سوء حظه نشر الخبر في اليوم التالي ( وأسكن الله الفقيد فسيح جناته إن كان له مكان ) !!