في ذكرى مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، نجد أن أربعة سنوات تعد فترة وجيزة جدًا في ظل كُل ماحققته المملكة من إصلاحات وإنجازات.

وفيما يلي نستعرض المواقف الحاسمة للملك، منذ مبايعته ملكًا في 23 يناير 2015 ،والتي فرضت نفسها على ساحة اتخاذ القرار العالمي وجعلت الملك سلمان يحتل مكانة مرموقة بين صانعي القرار الدولي:

من القرارات الحاسمة ذات الصبغة الدولية للملك سلمان قراره بتشكيل التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي أُعلن في 15 ديسمبر 2015، ويضم 41 دولة عربية وإسلامية، ويدير عملياته ضد الإرهاب من غرفة عمليات رئيسية في العاصمة السعودية الرياض.

ومن القمم الدولية المهمة التي شارك فيها الملك سلمان، وجسدت حضوره وتأثيره الدولي، ترؤسه وفد السعودية في قمة مجموعة دول العشرين التي عُقدت في مدينة أنطاليا التركية في نوفمبر 2015.

وأسهم ذلك القرار دوليًّا في الحد من انتشار الإرهاب بعد أن هددت تنظيماته الأمن والسلم الدوليَّين، واستولت على مساحات شاسعة من بعض الدول، كالعراق وسوريا وأفغانستان.

ومشاركته على رأس وفد السعودية في القمة الإسلامية الـ13 لمنظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في تركيا منتصف إبريل 2016، التي خاطب فيها القادة المشاركين بالقول: ” إننا مطالبون بمعالجة قضايا أمتنا الإسلامية، وفي مقدمتها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفقًا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وإنهاء الأزمة السورية وفقًا لمقررات جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254، ودعم الجهود القائمة لإنهاء الأزمة الليبية ” .

كما تمثل القمة العربية الـ29 التي عُقدت في مدينة الظهران في إبريل من العام الجاري، إحدى أهم القمم التي شارك فيها الملك، وصاغ فيها موقفًا عربيًّا موحدًا حيال الهجمة الشرسة على مدينة القدس في أعقاب قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأطلق الملك سلمان على قمة الظهران ” قمة القدس ” ، وأعلن تبرع السعودية بمبلغ 150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، ومبلغ 50 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ” الأنروا ” .

وخاطب العالم في كلمته بالقمة بمقولة خالدة: ” ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين ” .

كما أنقذ الملك سلمان اليمن والمنطقة من التغلغل الإيراني بقراره الحاسم بإطلاق حملة ” عاصفة الحزم ” 2015 تجاوبًا مع طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي باستعادة شرعية الدولة اليمنية من قبضة مليشيا الحوثي التي انقلبت على الدولة، واستولت على مؤسساتها، واجتاحت المدن والمحافظات بقوة السلاح، ونشرت الدمار والخراب والقتل والتشريد.

ونجحت عمليات ” عاصفة الحزم ” في وقف استيلاء مليشيا الحوثي على مزيد من الأراضي اليمنية بعد أن وصلت إلى عدن، ثم حررت معظم المدن والمحافظات منها بالتدريج حتى أصبح أكثر 80 % من أراضي الدولة اليمنية تحت سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًّا.

وبالتوازي مع ” عاصفة الحزم ” التي تضم عددًا من الدول العربية المؤيدة لقرار الملك سلمان باستعادة الشرعية اليمنية، ولجم إيران، واستئصال وجودها في اليمن.

كما أنشأ ” مركز الملك سلمان للإغاثة ” الذي قدم مساعدات للشعب اليمني في مجالات: الصحة، والأمن الغذائي، والإيواء والمواد غير الغذائية، والمياه، والإصحاح البيئي، والتعليم، والتغذية، والاتصالات في حالات الطوارئ.

اقرأ أيضًا:

في ذكرى رحيل الملك عبدالله.. تاريخ لا يعاد ولا يُنسى