تربطني بهذا النوع من المربى علاقة وطعم له نوع خاص من النكهة والذكريات القديمة ، قبل حوال 29 سنة تخرجت من اكاديمية الخدمة الجوية في جدة وبعد اشهر من الدراسة والتدريب تخرجت وعند طلب مكان التعيين طلبت العودة الى الرياض وبعد الحصول على مبلغ المكافأة والبالغ الفين ريال ذهبت للبحث عن شقة لكي اسكن فيها ولم اجد مكان يناسب المبلغ الذي معي سوى حي الناصرية عند وصولي لمكتب العقار وجدت شقه بمبلغ خمس الاف ريال ويجب علي دفع نصف المبلغ لمدة ست شهور والا سوف انام في الشارع توسلت لصاحب المكتب ان يقبل بالفين ريال حتى استلم راتبي واقوم باكمال المبلغ وبعد ان وافق بقي معي مبلغ سبع ريالات ولا اعرف من اين احصل على الطعام بقية الايام مما جعلني اشتري علبتين مربى جح واكياس خبز وجلست حوالي خمس ايام لا اتناول سوى مربى جح وخبز يابس مع ماء من صنبور المياه وانام على الارض وكنت اخشى الخروج الى الشارع العام لكي لا اشاهد الدجاج المشوي ورائحة الرز البخاري واسياخ الشاورما وجميع المطاعم باشكالها بعد ذلك اتصلت بصديق يسكن على شارع العروبه ليقرضني مبلغ حتى استلم اول راتب ولكن بقي كيف أصل اليه من الناصرية الى شارع العروبة مما جعلني اركب باص خط البلده واثناء جلوسي بجوار احد الركاب من الجنسية السودانية سألته هل تعرف اجرة الباص حتى شارع العروبة فقال ريال واحد وفي الطريق نزل قبلي بمسافة ، عند وصولي الى المكان القريب من بيت صديقي سألت صاحب الباص عن الاجرة وكنت انوي ان اطلب منه لعله يسامحني او ينتظر حتى يأتي صديقي ويدفع الريال المطلوب وعيني تنظر تحت مرتبته خوفا ان يتتاول المشعاب ويضربني فقال لقد دفع عنك السوداني قيمة اجرتك .
عندما اتناول مربى الجح اتذكر تلك الايام التي اعتبرها جزء من الماضي وهو الجزء الذي كان اقل قساوة في حياتي الماضية
لان طعم المعاناة والوان الحياة لاتنسى .