كشف حزب ” الناتو ” لأول مرة عن تدهور وضع حقوق الإنسان وحكم القانون في تركيا، حيث نشرت الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي مؤخرًا ما وصفه البعض بتقرير ” لاذع ” عن تركيا.

ويتضمن التقرير تأثير حال الطوارئ وحظر وسائل الإعلام المستقلة ومخاوف ذات صلة، إلا أنه تجاهل انتهاكات أخرى جسيمة تتعلق بمصير آلاف الأشخاص المسجونين زورًا في سياق حملة القمع التي تلت محاولة ” الانقلاب ” المزعوم.

– جعفر توبكايا

كان يخدم في ” بلجيكا ” وقت وقوع محاولة الانقلاب المفبركة، وتم استدعائه إلى تركيا في أمر عاجل وكان ينوي أن يمضي يومين هناك، لكن بعد 16 شهرًا، فر بعد احتجازه من دون دليل، وذلك وفقًا لما روته الباحثة ليغهان سبنسر في تقرير في موقع ” أوروبا أوبزوفر” .

وفي الأشهر التي تلت المحاولة الانقلابية المزعومة، لاحظ ” جعفر “أن عدداً من زملائه الأتراك في حلف شمال الأطلسي يتعرضون للاعتقال بعد عودتهم إلى تركيا، لكنه لم يعتقد يومًا أنه هو نفسه سيتعرض لأمر مماثل-كونه بريئًا.

وفي 10 أكتوبر تلقى رسالة من مرؤوسيه في تركيا يطلبون منه فيها العودة من أجل اجتماع ” عاجل ” حول قضايا تقويمية، وتلقى جعفر تحذيرات من زملائه قائلين له إن الأمر لا يتعدى كونه ” فخًا ” ، لكن جعفر كان يعتقد أن الرجل البريء ليس لديه ما يخشاه، وأنه في أسوأ الحالات يمكنه اثبات براءته.

وحضر ” جعفر ” اجتماعًا للقيادة العسكرية، إلا أنه علم أن المسألة كانت فخًا، وطال الاجتماع ليدرك ” جعفر ” أن الغاية إبقاءه هناك، وقد استبقوه هناك.

بينما أبلغ قائد البحرية شرطة مكافحة الإرهاب أن لديه أحد العناصر التابعة لـ ” فتح الله غولن ” الذي تتهمه أنقرة بتدبير المحاولة الانقلابية المزعومة.

ولم يكن من دليل على الاتهام الذي وجه إلى جعفر، لكن قائداً أميرالاً في البحرية يدعى جهاد يازجي أمر باعتقاله باعتباره معاديًا لحلف شمال الأطلسي ومناهضًا للغرب وللمؤسسة التركية الحالية، وأبلغ الضباط إلى جعفر أنهم يفعلون ذلك بناء على أوامر من ” يازجي ” .

غرف التعذيب

بعد اعتقال ” جعفر ” نُقل إلى صالة للجمباز جعلت منها السلطات معتقلاً ميدانيًا، وتقع الصالة قرب القصر الرئاسي في أنقرة، ويمكن للمحتجزين أن يروا القصر عبر النوافذ.

وكان في الصالة ما لا يقل عن مئة شخص معظمهم من العسكريين والموظفين الحكوميين، وسبق لجعفر أن شاهد صوراً لهذه الصالة ولمعتقلين شبه عراة مستلقين على الأرض، وكانت وجبات الطعام تتألف من قطعتين من الخبز للفطور وقطعتين أخريين مع حفنة من الأرز وملعتقين من الخضار للغداء.

وكانت أجهزة التدفئة تشغّل في الأيام الحارة وأجهزة التبريد في الأيام الباردة، ولم يكن يوجد ثياب إضافية للنزلاء الذين كان نادراً ما يسمح لهم بالاستحمام.

وعندما كانوا يستحمون كانوا يعطون محارم ورقية لتجفيف أجسادهم ومن ثم يوقعون على أوراق تفيد أنهم يتلقون عناية صحية كافية، فلا أحد لديه حذاء وهناك خمسة أزواج من الشباشب للاستعمال في ثلاثة مراحيض.
وفي الليل، بينما كانت تلمع الأضواء، كان السجناء يحاولون النوم على فرش رقيقة ملطخة بالدماء، كما كانت هناك بقع دماء في أنحاء الصالة، وكان فريق طبي يأتي إلى المعتقل يومياً لكن الحراس كانوا يقفون قريبين منه، ولا أحد يتجرأ على التكلم.