من أجل نجاح التطوع و وجود بيئة تطوعية ناجحه في المجتمع فنحن بحاجة إلى النظر في عدة أمور ، فمجتمعنا بشكل عام يتعامل مع التطوع بطريقة غير منظمة وبحسب ما رأيت أجد اختلالاً في فهم هذا الموضوع من قبل المؤسسات ومن ثم استنكاراً من قِبَّلِها بعدم وجود متطوعين في المجتمع ؟
من الطبيعي جداً أن لا يأتي المتطوع و قد يفر بجناحيه حين يشاهد تعدد المهام التي كُبِل بها من قِبل الجهة التي تحاول أن تستقطب متطوعين وفي حقيقة الأمر نكتشف أن هذه الجهه تحاول التخفيف من المهام المتعلقه بالموظفين عن طريق تعليقها في بعض المتطوعين ظناً منهم أن هذا يعتبر تطوعاً !!
لا يا سادة فلقد أطلقت على هذه المعاملات لفظ ” تَخَّدُمْ ” مع احترامي لكم .. فهل يحق للمؤسسات بحكم فراغ المتطوع أن يضيعوا وقته و جهده في مهامهم المطلوبة ؟
و ليست في شيء يعود بالفائدة على المتطوع ذاته ؟
و أيضاً بعض هذه المشاريع و الأعمال لا تمت للتطوع بأي صله بل تكون مشاريع ربحيه لجهه معينه ولكن استقطاب العاملين في هذا المشروع يأتي بلفظ ” تطوع ” فقط من أجل أن لا يعمل بمقابل مادي !!

إلى أي درجة وصل الحال ؟

لقد تشوه مفهوم التطوع و الخدمة الإجتماعية ونحن بحاجه إلى أن نقف هنا و نوقِف المؤسسات و نخاطب المسؤولين بضرورة تغيير هذه التصرفات مع المتطوعين ..

فإذاً كان للتطوع شروط و قوانين و طرق منظمة جداً تتعلق بالحملات و مكان إقامتها و كما أن للمتطوع واجبات فإن له حقوق على الجهات المستقطبه للمتطوعين النظر إليها و أخذها بعين الإعتبار فلمَ لا يكون هناك /
١- مكان للمتطوعين .
٢- حوافز مالية و معنوية .
٣- عروض و اشتراكات تقدم من قِبل الجهه للمتطوع .
٤- عقد يوقَع فيه حقوق المتطوع و واجباته كذلك حقوق المؤسسه و واجباتها وإذا أخل أحد الطرفين بهذا العقد يحق له المحاكمه ..

هذه النقاط ستساهم في استقطاب المتطوعين ، لأن المتطوع يتسائل بعد أن ينظر للعمل التطوعي من الجانب الديني ماذا سأستفيد ؟ مالذي ستضيفه لي هذه التجربة ؟ ولكل متطوع نظرة خاصه في الحوافز ..

أتمنى أن يصل هذا المقال لكل مسؤول في أي جهة و أوجه رسالة إلى المسؤولين بأن يتقوا الله ولا يشوهوا مفهوم و مجال التطوع لأن التطوع مجال جداً رائع و إنساني ، التطوع إذا عرفنا كيف نطبقه و احترمنا قوانينه سيساهم في علاج كثير من المشاكل في المجتمع باذن الله فلتكونوا عوناً لغرس التطوع و تنميته ولا تكونوا ممن يُنفر من هذا المجال و يترك انطباع سيء بسبب سوء تفعيله