تأتي زيارة الأمير القطري ” تميم بن حمد ” إلى تركيا، ضمن خطوات اللجوء إلى أحضان الحليف التركي، حيث كانت تلك الزيارة السادسة لأمير قطر منذ المقاطعة العربية، وكأنه مندوب تنظيم الحمدين خلال عام ونصف.

ورغم هذا التحالف الأشر إلى أن الإعلام التركي أصر على إظهار ” تميم ” وكأنه تابع لأردوغان وأقل منه في المكانة، ففي إحدى الصور الجانبية ظهر تميم على طاولة المفاوضات أمام أردوغان وكأنه تلميذ جالس في المدرسة ينتظر الأوامر من معلمه.

وأظهر” مقطع فيديو ” شهير، تناقلته وسائل إعلام تركية، قيام أردوغان بالسير أمام تميم والأخير يتبعه، في مشهد تجلت فيه الإهانة البروتوكلية بوضوح، ووصفه المتابعون على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه مشهد لا يليق إلا بامثال تميم الذي ارتأى الإهانة لنفسه.

يأتي هذا في الوقت الذي يوجه فيه العالم صفعات إلى تركيا بسبب سياستها، وتصرفاتها الرعناء، ودعمها للمنظمات الإرهابية كما يحدث في شمال سوريا، إلا أن تميم يعتقد أنها القشة التي ستنقذه، في الوقت الذي تلقف فيه أردوغان الفرصة لشفط ما في جيوب القطريين، بما لم تقدم ولم تؤخر هذه الأموال شيئا للحضور القطري سواء للحضور العربي أو العالمي.

وجد ” تنظيم الحمدين ” نفسه مرغما على رد الجميل للرئيس التركي الذي دعمها في سياستها الرامية إلى الإرهاب ضد الدول العربية التي اتخذت قرارا بالمقاطعة، فخصصت الدوحة أموال الغاز ومليارات الشعب القطرى.

ورغم أن ” الدوحة ” تعاني من آثار المقاطعة وخبطات كبرى تعصف بنواحي اقتصادها، إلا أنها ارتمت رهن إشارة أنقرة، ويبدو أن المساعدات القطرية خيبت أمال حكومة ” العدالة والتنمية ” ، حيث أعلنت قطر عن الدفع بعدة مليارات ليس نقدا ولكن تسدد للبنوك التركية لإنقاذ الليرة ولكن فى شكل استثمارات.

وفي كلمة لوزير الخارجية التركى ” مولود جاويش أوغلو ” ، بدت أوامر ” أرودغان ” واضحة في التطلع إلى مزيد من الدعم، مستترة تحت غطاء أن تركيا تستهدف زيادة حجم التجارة مع قطر بعد أن وقع البلدان اتفاق مبادلة فى أغسطس.

وكشفت ” مصادر مطلعة ” ، أن الحد الأقصى لاتفاق مبادلة العملة الموقع بين بنكى تركيا وقطر المركزيين فى أغسطس بلغ 3 مليارات دولار، حيث جاء اتفاق أغسطس وسط أزمة عملة متفاقمة فى تركيا وبعد أيام من تعهد الحليف العربى الخليجى بدعم حجمه 15 مليار دولار، وكان البنك المركزى التركى أبرم اتفاقية مع نظيره القطرى حول مبادلة العملات.