دأب النظام الإيراني على تصدير مشاكلة الداخلية إلى الخارج عبر سياسية التدخل في شؤون الأخرين ونشر الفوضى تحت شعار تصدير الثورة الإسلامية ونصرة المظلومين الذين يشكلون مادة خصبة للسياسة الخارجية الإيرانية ، إيران تُجيد حفر خنادق الفوضى واستثمارها بشكلِ جعلها متواجده بشكلِ واضح في أكثر من بلدِ عربي لم تصل إيران لتلك المرحلة بسبب ذكاء من يُدير دفة السياسية بل لأنها وجدت منافذ ساعدتها على النفاذ إلى الداخل ، إيران تُجيد لعبة المراوغة وتُجيد البراغماتية فهي دولة ثيوقراطية “يحكمها رجال دين” ولذلك هي براغماتية تبحث عن مصالحها وإن تحالفت مع الشيطان ، التقارب مع إيران ضربُ من الخيال خصوصاً وهي تستعدي العرب وتخلط الأوراق بالمنطقة وتتدخل في الشؤون العربية وكأنها بذلك تستعيد مجد ولقب شرطي المنطقة مثلما كان يعتقد شاه إيران المخلوع رضا بهلوي وتعتقد بريطانيا أبان حمايتها للنظام الملكي في الماضي ، لن تنهار إيران كدولة أو كنظامِ سياسي قائم وإن خُنقت إقتصادياً وحوصرت من جميع الإتجاهات والسبب في ذلك هو رغبة القوى العظمى لإبقاءها بعبع يُخيف الخليج وينشر الفوضى وفق الحدود المسموح بها مسبقاً والجميع لم ينسى الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي الأوروبي وكيفية تفاجأ العرب بحدوثه بعد مفاوضاتِ سرية استمرت لأشهرِ واتخدت من سويسرا مقراً لها ، التنوع العرقي والديني والمذهبي بإيران عامل ضعف خصوصاً وإن النظام القائم يعتمد في سياسته على التهميش فالزمره الحاكمة “الأقلية الفارسية ” أقلية مستبدة تحكم أقليات مهمشه  والدول في طبيعتها تتكون من مجموعاتِ عرقية واثينيه متنوعة وإذا لم يحميها العدل والمساواة والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون والفرص المتساوية فإن ذلك التنوع يتحول من عامل إثراء إلى عامل خطورة وكارثة على المدى البعيد ، لكي تنشغل إيران بذاتها فعلى محيطها استثمار التهميش وابرازه على السطح ومناصرة المظلومين والمضطهدين ودعم حراكهم وقضاياهم بشكلِ واضح فإيران تدعي نصرة المظلومين وعلى محيطها نصرة المظلومين بالجغرافيا الإيرانية ودعم حراكهم كالحراك الاحوازي وحراك المعارضة الإيرانية وحراك الكرد وبقية الأقليات وجمع اطيافهم وتقديم يد العون لهم فتلك الأقليات المضطهدة ستؤثر في الداخل الإيراني وستحدث زلزالاً عنيفاً يجعل النظام ينكفأ على ذاته ويشتغل على قضايا الداخل بشكلِ واضح وملموس وهذا يجب أن يكون قريباً فإيران صنعت خنادق للفوضى واحدثت بالمنطقة العربية كوارث دموية لا ينكرها عاقل ، على محيط إيران بلا استثناء تحصين جبهته الداخلية عبر تحقيق مباديء العدالة والمساواة والمواطنة الحقيقة وتعزيز قيم التنوع والتعايش والتسامح فالجبهة المحصنة عصية عن الإختراق وهذا الذي سيردع إيران ومن يدور في فلكها ممن يبحث عن دور وموطأ قدمِ بالتاريخ السياسي الحديث ، إيران لن تكون حمامة سلام فمن يحكمها ليسوا بساسة بل قطاع طرق وظفوا الدين والمذهب لتحقيق غاياتِ ادناها إعادة احياء التاريخ الفارسي ودمويته المسكوت عنها وهذا لن يكون فلا كسرى بعد كسرى ولن تخمد نيران إيران إلا بزعزعة داخلها وتحصين جبهات الجوار وسلاح الإعلام أجدى سلاح في عصرنا الحديث خصوصاً إذا استهدف نظام قمعي قائم على الشعارات كالنظام الإيراني الذي يخشى الكلمة أكثر من أي شيء آخر.